الديوان » لبنان » إبراهيم المنذر » روى الرواة قديماً عن سليمان

عدد الابيات : 38

طباعة

روى الرّواة قديماً عن سليمان

حكايةً  حار فيها كلّ إنسان

قالوا سليمان في دنياه كان له

من النسا مئة من دون نقصان

هذي تفوق جمال البدر طلعتها

وتلك  في قدّها الممشوق كالبان

وهذه  لحطها كالسّهم منطلقاً

وتلك  قد أفلتت من كفّ رضوان

مثل أمامك ربّ القصر محتكماً

والقصر  جنّة أقمار وغزلان

تبارك  الله إنّ الغيد عمته الكبرى

على النّاس في سرّ وإعلان

وبينهنّ  على ما قيل سيّدة

مصرية  وجهها والبدر صنوان

على  الرّفيقات ربّ القصر فضّلها

لما بها من سنا حسن وإحسان

كما تراها بذاك القصر مالكة

قلب المليك بظرف جدّ فتّان

كذاك في النّاس تلقى ذكرها عطراً

في غوث جوعان أو إلباس عريان

وكان في مصر فرعون العظيم

وقد  طوى الفؤاد على حقدٍ وشنآن

رأى  سليمان مشهوراً بحكمته

يعنو  لسطوته القاصي مع الدّاني

راح  يسعى بإلحاف ليلكه سرّاً

مخافة  أن يمنى بخسران

هي الضغائن كم تقسو عواقبها

إذا نمت بين سلطان وسلطان

وكان والد هاتيك المليحة في

بلاطه  مستشاراً عالي الشّان

أفضى إليه بذاك السّر محتفظاً

وقال سر وأجل آلامي وأحزاني

وجاء أورشليم المستشار على

شوق  إلى ابنته كالعاشق العاني

وفي  ظلال سليمان أقام على

رغدٍ  المعيشة حيناً غير خشيان

وراح يغري بحسن المنطق ابنته

حتّى تكون لديه خير معوان

فأذعنت لأبيها وهي مكرهة

وعاهدته على جرمٍ وكتمان

لكنها أضمرت في نفسها عملاً

يحيي المليك ويحيي عمرها الثّاني

وذات  يومٍ صفت فيه الكؤوس على

جداول القصر في راحٍ وريحان

تناول الملك كأس السمِ يحسبها

خمراً ولم يكُ يدري خدعة الجاني

لكن زوجته كاللبوةِ اختطفتها

منه وارتشفتها رشف ظمآن

فهبّ  والدها في الحال محتدماً

غيظاً  وأسرع لا يلوي على شان

والملك  أصبح كالمأخوذ مضطرباً

ممّا رأى سابحاً في بحرِ بحران

وما مضت لحظة إلا وقد سقطت

على الثّرى تتلوّى مثل ثعبان

وخيّمت  رهبة الموت المخيف على

من كان في القصر من غيدٍ وغلمان

وأقبل الوزراء الصّيد والحكماء

الخالدون  بآداب  وعرفان

وراح يرثي سليمان عقيلته

بمدمعٍ كغزير الغيث هتّان

يا  خير سيدةٍ في الناس كان لها

في الصدر أعظم تقدير وتحنان

يا  خير مالكة في الأرض قد

بذلت ما ليس يبذل إنسان لإنسان

أقسمت  بعدك لا خمراً أذوق

ولا تميل منّي إلى حسناء عينان

إن  كان أهلي وأوطاني أقدّ

سهم فأنت أقدس من أهلي وأوطاني

أو كان للمرء إيمان يدين به

فأنت أفضل من ديني وإيماني

إلى الضريح بأثواب مزركشة

وما على الجسم من درٍ ومرجان

يزين رأسك تاج الملك إنك يا

ممفيس أثمن من ملكي وتيجاني

يضمّ جسمك لحدٌ ملء بردته

طيب وأخشابه من أرز لبنان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم المنذر

avatar

إبراهيم المنذر

لبنان

poet-Ibrahim-Al-Mundhir@

115

قصيدة

5

الاقتباسات

4

متابعين

إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجح، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنةولد في 257 يوليو 1875م. في بلدة بكفيا في لبنان وتُوفي فيها. علاّمة لغويّ، وشاعر، وصحفي، ...

المزيد عن إبراهيم المنذر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة