الديوان » الشاذلي فرحاتي » قبس لأشلاء المدينة

قبسٌ لأشلاء المدينة

هذا النصُّ إهداء إلى روح صديقي نوفل ناجح في ذكرى وفاته الخامسة 18نوفمبر 2023.

 

وجْهُ المدينَةِ شاحبٌ..

والمِصعدُ الآليُّ.. قِيلَ مُعطَّبٌ

والنَّاسُ في تَرَفٍ من اللاَّشيء

شحَّاذون..

أعْمِدَةٌ ولا أضواءَ

لا أضواءَ..

وأصابِعُ الخبَّازِ تسْتَبْـــــــكي رغيفَ الجائعينَ.

ونادِلٌ..

مازالَ يَسْكُبُ ما ترسَّبَ من نبيذ العُمرِ

 في وَجعِ البلدْ.

أنْثى تُرمِّمُ شكْلَها حمَّالَةُ الشَّغفِ القتيلِ..

بما كَسَبْ

في جيدِها

 حبْلٌ يَسُبُّ الحظَّ

والقطعان

والخصيان

نامت أُيورُ بني أميَّة

 كلُّها...

لم يبق في شبقِ المدينة

والمفاتن من سبب

لم يبق غير فحولة القطط اللقيطة..

بَعْضِ نسْلِ أبي لهب..

وجه المدينة شاحِبٌ

وطنـــــــــــــينُ إنذارٍ ...

جِهَازٌ   يَرْصُدُ

النَّبضَـ/ـــــاتــــِ/ تِـــ/ـــلــــْــــكَ لفيفَةٌ بيْضاءُ/ـــآخِرُ ساعَةٍ

دخِّــــنْ على شَرَفِ الضَّياع قصيدَةً ــــــــ لا

لا تكنْ مثْلي

تكلَّمْ أيُّها المطعونُ قلْ

"هبَّتْ رِياحُ النَّار".. هذا موسِمٌ للتِّيه

في صخب الجنون فلا تعدْ

 جرِّبْ فأنْتَ قيامةُ العُقلاءِ/ أَنْتَ الكونُ يا مطعونُ

قلْ: وَجْهُ المدينة شاحبٌ

والقهوة السَّمراء

تسْخَرُ والنِّيام وكلُّ ما في الكون لا يرْقى

لِنَشْوةِ عابِسٍ مُتشرِّدٍ

شفَّتْ له في الرُّوح مِشكَاة الحنينــــــِ/ تبسَّمتْ

للرَّاجعين من القبور

كان الكلام وقهقهات العابرين فهل ترى؟

جرِّبْ، سترْقُصُ في معاوِلِك النبوءة

كارتعاشة صبْوَةِ المقرور، جَرِّبْ

بُكاء النَّار في جسد الهشيمْ

ماذا جرى؟

ماتت مدينتنا وغيضَ الماءُـــــــ/ أَتَيْتَ أنتَ ...

وأتَيْتَ وحْدَكَ صارِخا ومُرمِّما

شغف المياه بنصفها

ومشَيْتَ كالطُّوفان

ما أضيقَ الأحضان

مازلتُ بعدك حارِسا للصَّوت، صوتِك إذ تخاتِلُكَ الجبال

وتختفي مازلتُ..

مازِلْتُ ألتحفُ السَّماءْ

حديقة "الباساج"تضحَكُ

من هُراء العابرين

من المضيقْ

لتظلَّ وحدك والطَّريقْ...

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشاذلي فرحاتي

الشاذلي فرحاتي

7

قصيدة

شاعر من تونس أستاذ باحث في الأدب العربي

المزيد عن الشاذلي فرحاتي

أضف شرح او معلومة