الديوان » مصر » إبراهيم مرزوق » أوداعنا ملك العلوم يسير

عدد الابيات : 57

طباعة

أوداعنا ملك العلوم يسير

ولوانه نحو الكريم يسير

لم  لا تذوب عليه أفئدة الورى

لم لا تسيل من العيون بحور

من ذا تدين له المحافل بعده

وبه  يباهى حجفل وسرير

من ذا يقوم بدولة العلم التى

هو  دائما مولى لها ونصير

من ذا يغار على الشعائر بعده

فهو الأمين على الشعار غبور

هو  سيد من عهد سادات الوفا

علما ومن عهد الأمير أمير

وهو الوحيد بعلمه فوفاته

خطب عظيم لايطاق كبير

سبق  الألى سبقوا لغايات العلى

وتفدم  الماضيين وهو أخير

لما دعى داعى الحمام امامنا

كادت قلوب المؤمنين تطير

ولقد سمعنا في الصباح مناديا

فخر  الافاضل قد دعاه سفير

ما حالة التدريس والفتوى وقد

رحل  الهمام السيد التحرير

لما  نوى حجا لكعبة ربه

طاف  القدوم وسعيه مشكور

وعلى منارات المساجد بر روا

لوداع  بر حجه مبرور

فبد ابتاج العز فوق محفة

يحتفه  جم  هناك غفير

من  كل  فج فاجأته أمة

عمت  بتلبية وعم تفير

أضعاف ذلك من ملائكة السما

كل  بجنات النعيم بشير

وتزاحمت  خلق كما بحياته

كل  اليه  بالبنان يشير

وتواتر  التكبير خلف سريره

لا راعنا من بعده التصغير

ان المشاهد هن أصدق شاهد

قد جاءنا في ذلك المأثور

مذ ودِّعوه أودعوه روضة

لغبار عنبرها يفوح عبير

قد  كان يهواها زمان حياته

وبها  ولى في الانام شهير

ضمته وهو الغوث والغيث الذى

بغزير مزن للعلوم مطير

ان هش ذو طيش لذلك قل له

كاس  الحمام على الانام تدور

فوحقه  مايستخف بحقه

وهو  الخطير وللذمام خفير

هيهات  ان سمح الزمان بمثله

فأر  بأبنفسك أيها المغرور

لا تبغ في الدنيا قرارا لا وهل

تبقى  بها حقبا وأنت قرير

ان سالمت ما أغارت في غد

لا ناصر يبقى ولا منصور

ما الناس الا مثل ظل زائل

كل  الى حكم الفناء يصير

والعمر يطويه الزمان فهل لنا

في هذه الدنيا أخى تعمير

لو كانت الدنيا تدوم لماجد

ماضمت الرسل الكرام قبور

لكن بما علموه من خير لهم

في الذكر ذكريين مسطور

والسادة العلماء هم وراثهم

وعليهم  الاصلاح والتدبير

والسيد المرحوم قطب زمانه

فلك العلوم على علاه يدور

أضحى  له منا حديث شمائل

حسن وفى نهج العلوم شذور

مغنى اللبيب موضح لمسائل

كشا فهاما عاقه تفسير

مصباح سيرته ومنهج فضله

وصحاح جوهره به تحرير

للسعد أضحى سيد أو كماله

كجلالة لا يعتريه فتور

صدر الشريعة والصدارة حقه

والعز عنه جاءه التصدير

ونصوصه فيما تحرى بينا

ت  شاهدات أنه تحرير

بحر خضم منه يستسقى الورى

وسواه منه جدول وغدير

ومطوّلات  الكتب أضحت بعده

ككتائب منه الامير أسير

وهو البصير يرى بنور آلهه

والغير  مفتوح العيون بصير

شهد  الأنام له كرامة رده

بصر  المعادى عنه وهو حسير

خفض عليك الخطب حين تزوره

واعلم  أخى ان الامانى زور

ودّع فدتك النفس آخر مجلس

كدروسه فيه الانام حضور

من كان يختتم المشارق واعظا

والوجه  يشرق بالبها وينير

وعليه من حلل الجلالة حلة

تزهو ومنه يحسن التقرير

والناس بين يديه وهو يجزيهم

والكل مما حازه مسرور

والآن  قد ظمؤا العذب رثائه

فلهم ورود حوله وصدور

فرثيته  بقصدة فاقت علا

ولعل ذا من فيضه موفور

رمت اكتساب الاجر عند رثائه

ولو ان باعى في القريض قصير

فعليه من مولاه صيب رحمة

روض الضؤيح بفيضها مغمور

وأفاض  من بركانه لحفيده

عملا  وعلما انه لقدير

ورعى  قو بسنة وأبد فخرها

فلها  عهود نقضها محظور

جادت بخاتمة الا كابر جادها

صوت عميم بالرضا غزير

ثم الصلاة مع السلام لجده

ماعانقته في الجنان الحور

أوصاح ابراهيم من أحزانه

أوداعتا ملك العلوم يسير

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم مرزوق

avatar

إبراهيم مرزوق

مصر

poet-Ibrahim-Marzouk@

152

قصيدة

3

الاقتباسات

10

متابعين

إبراهيم مرزوق شاعر مصري، من أهل القاهرة ولد سنة 1233هـ -1817م . تعلم في مدرسة الألسن، وبرع بالفرنسية، وتولى وظائف صغيرة ثم عين "ناظراً" للقلم الافرنجي بالخرطوم فبقي إلى أن توفي ...

المزيد عن إبراهيم مرزوق

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة