آمال مصر بهذا القصر مودعة

هل أنت يا قصر للآمال راعيها

مال  الزمن على مصر فأضعفها

وناوأتها كما شاءت لياليها

فقال قوم دعوا مصرا فقد هرمت

وها هو الشيب باد في نواصيها

فراع مصر حديث القوم فانتفضت

كأن روح شباب قد سري فيها

وشيدت لنهوض العلم جامعة

وأرسلت  ماء علم في نواحيها

وصاح قادتها في العلم نجدتها

فلم تضع أمة والعلم حاميها

فمصر علمت الدنيا وما بخلت

على الممالك قاصيها ودانيها

ومصر داوت سواها بالعلوم فهل

تنسي  وقد مرضت طبا يداويها

تبني الشعوب على علم فان جهلت

عدت عليها من الدنيا عواديها

وقوة  الشعب تبقي فيه كامنة

حتى  يبين بضوء العلم خافيها

إن العقوا ذا لم تجلها صدئت

وليس غير صحيح العلم جاليها

ما  الناس ناس إذا ظلوا بغفلتهم

وغيرهم  أخضع الدنيا وما فيها

ولا  الشعوب شعوب حين يغفلها

ريب  من الدهر يوما عن أمانيها

ومصر ما قعدت يوما بهمتها

وإنما الدهر أياما يعاديها

بالأمس كانت لهذا الدهر معجزة

واليوم يعجزها خل يواسيها

فيا بني مصر لا ترخوا جفونكم

حتى تعود بكم أيام ماضيها