الديوان » عبد الكريم المحمود » صداقة الثعبان (مع الاعتزاز بالمخلصين من الاخوة والأصدقاء)

عدد الابيات : 34

طباعة

ياميّ هلاّ تركتِ الشيب والصلعا

هلاّ رحمتِ فؤاداً باتَ منصدعا

ياميُّ جزّت سنون العمر ناصيتي

وبالحوادث طلّ الشيب ملتمعا

وأنتِ ياميّ مثل الورد ناعمةُ

بدر الصبا من سنا خديك قد طلعا

يضاحك الحُلم منك العين إِن رقدت

وإن أفاقت فمنها السّعد قد سطعا

لا تعرف الدمع إلا دمع فرحتها

فما يلاقي الأسى في جفنها طمعا

وقلبكِ الغضّ بالآمال ممتليء

ما نابه الدهر في يوم وما لذعا

ياميّ أَما أنا فالشرّ بارزني

فكم تلقيتُ طعناً قاسياً بشِعا

اذا انثنيتُ على جرحٍ أضمده

نزّت جروحٌ تثيرالسخط والجزعا

حتى برتني مُدى آلامها فإذا

روحي كغصن خريف هاج وانقطعا

ياميّ دونكِ من تهوَينِ من أحدٍ

إلاّيَ رحماك لا اسطيع مضطلعا

ماعاد لي في الهوى قلب أصول به

فقلبي اليوم يشكو الهمّ والوجعا

كم قد رمته صروفُ الدهرفي كُرب

حتى تقطع من أحزانه قِطعا

يا ميّ كم صاحب قد خان صحبته

لمّا رآني مع الأخطار مصطرعا

ففرّ عني ومنه القلب مرتجفٌ

كقلب طير من الصياد قد فزِعا

طارت به عن ضلوع الصدرزلزلةٌ

وبات فيها يمجّ الذعر والهلعا

القى به الجبن في أحضان غفلته

فما أفاق لذكر الله أو خشعا

ما عاد يؤمن أن الله حافظه

وزائل في قضاء الله ما دفعا

ما عاد يذكر ما القاه من حِكمٍ

عند الرخاء وما في صوغه برعا

طبعُ الدناءة القى عنه برقعه

وأظهر الزيف للرائين والشنعا

ياميّ كم صاحب بالغدر فاجأني

وقد رهنتُ لديه الروح مقتنعا

أصفيته الودّ ودّاً لا مثيل له

حتى لقد صرتُ من ودّي له تبَعا

ما كنتُ أعلم تحت الشهد علقمه

وتحت لين ثراه الصخر والقلعا

قد كان يظهر في زيّ ً تعارفه

كلُ الانام ويخفي تحته الضبُعا

يُلقي الى الناس من أقواله حِكماً

وفي المجالسُ يبدي الزهد والورعا

ما كنت أحسب أن الكِذب ديدنه

وأنه يعشق الأوهام والبِدعا

ما كنتُ أحسب أن الغدر شيمته

وأنه في مراعي الشر قد رتعا

وأن في جلده الثعبان مختبيءٌ

في مرصد الظلم والعدوان قد قبعا

حتى دهاني على أمنٍ لجانبه

بأعصل الناب فيه السمّ قد نقعا

سقانيَ الموت في آلام لدغته

وبتّ أجرع من غصّاته جُرعا

وراح يحتزّ من لحمي ويطعمني

أثاره الحقد حتى في دمي كرعا

من غيرذنب سوى أني طبعت على

حب الوفاء، وفيه الغدر قد طُبعا

يا مي هل بعد هذا تعجبين إذا

اعرضتُ عن صحب هذاالناس منقطعا

أتعجبين اذا ما كنت معتذراً

عن الهوى وعليكِ اليوم ممتنعا

يا ميّ أخفقتُ في ودّ الرجال فهل

يجيب قلبي اذا ودّ النساء دعا!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم المحمود

عبد الكريم المحمود

34

قصيدة

شاعر وباحث عراقي ، مواليد البصرة 1959م ، دكتوراه في الأدب والنقد الحديث من جامعة الكوفة 2009م .

المزيد عن عبد الكريم المحمود

أضف شرح او معلومة