عدد الابيات : 61
يا من هدمتَ بلاديَه
أسقط وأمك هاويه
أسقط فأنت اليوم عب
رة كل وغدٍ طاغيه
اليوم تضرب فوق رأ
سك بالنعال الباليه
اليوم تصحو بعد سك
رك من رؤاك الغافيه
اليوم تعرف قدر نف
سك جيفةً في حاويه
أحسبتَ أن الله قد
نسيَ الدماء الزاكيه
نسيَ العيون الباكيه
نسيَ القلوب الداعيه
ها قد أتاك عقابه
خزيٌ ونارٌ حاميه
أغراك مدح المطربي
ن من الكلاب العاويه
أغراك طبّالٌ وزمّ
ارٌ ومومس عاريه
أغراك تصفيق الغبيّ
ورقص جلف الباديه
فظننتَ أنك قائدٌ
حقاً وأنك داهيه
وحسبتَ أنك خالدٌ
ومن العروش الباقيه
فبنيتَ فوق جماجم ال
قتلى قصوراً عاليه
وقتلتَ كل موحّدٍ
علَمٍ شريفٍ داعيه
وهتكتَ عِرض المؤمنين
وأنت عِرضك نابيه
كم عالمٍ أسكنته
قعر السجون الخافيه
عذبته بالكهرباء
وبالسياط القاسيه
كيما يكون مؤيداً
آراءك المتهاويه
فمضى شهيدَ إبائه
وعليه كفّك جانيه
كم مؤمنٍ غيّبته
عن أهله في ثانيه
فقلوبهم دهراً اليه
تحنّ ولهى ظاميه
طلبوه في كل البلاد
وفي الربوع القاصيه
ثم استبانوا أنه
أمسى عظاماً فانيه
كم من فتىً ألقيته
حطباً لحربٍ باغيه
فتركتَ أمّاً بعده
ثكلى تولول باكيه
وأباً يبيت بحسرة
أذكت عليه لياليَه
فهما عليك بدعوةٍ
لله تصعد شاكيه
أسقط وأمّك هاويه
كم من يتيمٍ شبّ يس
أل عن أبيه مواليه
فدرى بأن أباه أُع
دمَ في السنين الماضيه
ودرى بأن صلاته
وصيامه وتفانيه
جعلته عندك مجرماً
فله البنادق صاليه
الأرض ضاقت بالجما
جم والعظام الغاليه
بعض على بعض تدا
عت بالثياب الداميه
فلهولها تبكي وته
تزّ الجبال الراسيه
وضميرك المأفون في
ضحكاته المتماديه
بسياسة رعناء أفس
دتَ البلاد الزاهيه
فغدا الشقاء حليفها
وبها الجهالة فاشيه
وترأس الحمقى وخا
ضوا في الشؤون الراقيه
من كل بعثيٍّ صفي
قٍ سقتهم كالماشيه
أضحت بلاد الرافدي
ن بطول نهبك حافيه
ما غادرت منها اللصو
ص مدينةً أو ناحيه
أطلقتهم مثل الذئا
ب على الفرائس عاديه
فتنافسوا في أكلها
ولك الخزينة صافيه
قد كنتَ شؤماً في العرا
ق أطار عنه العافيه
حتى نخيل الشاطئي
ن غدا جذوعاً خاويه
وبشؤمك الأنهار وال
أهوار أضحت صاديه
فبك التعاسة دانيه
وبك السعادة نائيه
34
قصيدة