الديوان » عبد الكريم المحمود » سقوط الطاغية

عدد الابيات : 61

طباعة

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمك هاويه

أسقط فأنت اليوم عب

رة كل وغدٍ طاغيه

اليوم تضرب فوق رأ

سك بالنعال الباليه

اليوم تصحو بعد سك

رك من رؤاك الغافيه

اليوم تعرف قدر نف

سك جيفةً في حاويه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمك هاويه

أحسبتَ أن الله قد

نسيَ الدماء الزاكيه

أحسبتَ أن الله قد

نسيَ العيون الباكيه

أحسبتَ أن الله قد

نسيَ القلوب الداعيه

ها قد أتاك عقابه

خزيٌ ونارٌ حاميه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمك هاويه

أغراك مدح المطربي

ن من الكلاب العاويه

أغراك طبّالٌ وزمّ

ارٌ ومومس عاريه

أغراك تصفيق الغبيّ

ورقص جلف الباديه

فظننتَ أنك قائدٌ

حقاً وأنك داهيه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمك هاويه

وحسبتَ أنك خالدٌ

ومن العروش الباقيه

فبنيتَ فوق جماجم ال

قتلى قصوراً عاليه

وقتلتَ كل موحّدٍ

علَمٍ شريفٍ داعيه

وهتكتَ عِرض المؤمنين

وأنت عِرضك نابيه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمك هاويه

كم عالمٍ أسكنته

قعر السجون الخافيه

عذبته بالكهرباء

وبالسياط القاسيه

كيما يكون مؤيداً

آراءك المتهاويه

فمضى شهيدَ إبائه

وعليه كفّك جانيه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمك هاويه

كم مؤمنٍ غيّبته

عن أهله في ثانيه

فقلوبهم دهراً اليه

تحنّ ولهى ظاميه

طلبوه في كل البلاد

وفي الربوع القاصيه

ثم استبانوا أنه

أمسى عظاماً فانيه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمك هاويه

كم من فتىً ألقيته

حطباً لحربٍ باغيه

فتركتَ أمّاً بعده

ثكلى تولول باكيه

وأباً يبيت بحسرة

أذكت عليه لياليَه

فهما عليك بدعوةٍ

لله تصعد شاكيه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمّك هاويه

كم من يتيمٍ شبّ يس

أل عن أبيه مواليه

فدرى بأن أباه أُع

دمَ في السنين الماضيه

ودرى بأن صلاته

وصيامه وتفانيه

جعلته عندك مجرماً

فله البنادق صاليه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمّك هاويه

الأرض ضاقت بالجما

جم والعظام الغاليه

بعض على بعض تدا

عت بالثياب الداميه

فلهولها تبكي وته

تزّ الجبال الراسيه

وضميرك المأفون في

ضحكاته المتماديه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمّك هاويه

بسياسة رعناء أفس

دتَ البلاد الزاهيه

فغدا الشقاء حليفها

وبها الجهالة فاشيه

وترأس الحمقى وخا

ضوا في الشؤون الراقيه

من كل بعثيٍّ صفي

قٍ سقتهم كالماشيه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمّك هاويه

أضحت بلاد الرافدي

ن بطول نهبك حافيه

ما غادرت منها اللصو

ص مدينةً أو ناحيه

أطلقتهم مثل الذئا

ب على الفرائس عاديه

فتنافسوا في أكلها

ولك الخزينة صافيه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمّك هاويه

قد كنتَ شؤماً في العرا

ق أطار عنه العافيه

حتى نخيل الشاطئي

ن غدا جذوعاً خاويه

وبشؤمك الأنهار وال

أهوار أضحت صاديه

فبك التعاسة دانيه

وبك السعادة نائيه

يا من هدمتَ بلاديَه

أسقط وأمّك هاويه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم المحمود

عبد الكريم المحمود

34

قصيدة

شاعر وباحث عراقي ، مواليد البصرة 1959م ، دكتوراه في الأدب والنقد الحديث من جامعة الكوفة 2009م .

المزيد عن عبد الكريم المحمود

أضف شرح او معلومة