عدد الابيات : 66
أفيقوا أفيقوا حماةَ البلادْ
لما في ضمائركم من عنادْ
فأنتم تنادون باسم الحسين
وأنتم لمنهجه في تضادْ
أيرضى حسينٌ بشقّ الصفوف
من المسلمين بسيفِ تَعادْ
ألم يأمر الله بالاعتصام
بحبل الأخوّة والاتّحادْ
وحذّركم فشلاً في النزاع
وعنكم ستذهب ريحُ الايادْ
فهلّا تركتم لَجاجَ الخصام
وهلّا سمعتم لداعي الرشادْ
أصيخوا ولبّوا نداء العليم
لكم فيه عزٌ ومجدٌ يُشادْ
حذارِ لأعدائه تنصتون
من الظالمين ذوي الاحتقادْ
لكم يُظهرون بياضَ اللسان
وأكبادُهم قد براها السوادْ
فما هم لوحدتكم راغبين
وما في القلوب لكم من ودادْ
بل الحقدُ والكيدُ مقترنان
عليكم ونارهما في اتّقادْ
فلا تُشمتوا بكم الطالبين
لمقتلكم فينالوا المرادْ
تعالوا لما يرتضيه الرسول
وآلُ الرسول من الاعتقادْ
بأنّ العداوة للمؤمنين
حرامٌ وإيذاؤهم شرّ زادْ
فهبّوا لصلحٍ يغيض الحسود
ويحرق في قلبه ما أرادْ
وكونوا يداً تقمع الفاسقين
ومَن للتناحر يوري الزنادْ
وعقلاً يلبّي نداء السماء
لمحو التفرّق والانفرادْ
وصوتاً يُصمّ دعاةَ الشقاق
وأهل النفاق ومرضى الفؤادْ
بأنّ أخوّتنا كالجبال
ستبقى رسوخاً ليوم المعادْ
وأنا بوحدتنا قاهرون
عدوّاً يريد بنا الاضطهادْ
وأنا نسير بنهج الحسين
ونرفع رايته للجهادْ
فنمحق من أرضنا الفاسدين
ونصلح ما فيه عاث الفسادْ
ونهدم ما شيّد الحاقدون
من الكره والخُلف والاحتدادْ
ونبني جميعاً صروح الوئام
بحبّ نواصله باشتدادْ
ونحمل قرآننا واثقين
بأنّ له الحكمَ والانقيادْ
يقود خطانا لحكمٍ سليم
بعيدٍ عن النقص والانسدادْ
ففيه الحقوق وفيه القضاء
وفيه السياسةُ والاقتصادْ
وفيه التقدّم للمؤمنين
وتذليلُ كل الصعاب الشدادْ
وفيه العدالة في كل باب
وفيه النجاة بيوم التنادْ
أبان تعاليمه الراسخون
بفيضٍ من العلم والاجتهادْ
فلسنا نضلّ مع الثقلين
اذا ما لزمناهما باعتمادْ
ولسنا بغيرهما مهتدين
اذا ما تركناهما بابتعادْ
ولا نرتجي عيشةً في صفاء
تدير رحاها رؤوسٌ جَمادْ
يلفّق أفكارَها الملحدون
من الشرق والغرب دون اتّئادْ
وتغترّ منهم بما يدّعون
علوماً ستسعد هذا السوادْ
وتمضي الحياة بهم بائسين
وأفضل منها حياةُ الجرادْ
فحتّامَ ننتظر المنقذين
وحتّام نحو المآسي نُقادْ
ألم يكفِ ما قدّمته العصور
مواعظَ منذ ثمود وعادْ
ومنذ أطاح بحكم السماء
عتاةٌ بغاةٌ قساةٌ لِدادْ
وخاضوا بتشريع ما يشتهون
دساتيرَ جهلٍ وفكرٍ مبادْ
وقالوا هي النصرُ للكادحين
وفيها التقدّم والاعتدادْ
وفيها السعادة للعالمين
بحدٍّ سواء ففيها الحيادْ
وفيها وفيها وفيها الكثير
وليس لخيراتها من نفادْ
فماذا جنى الناس غير الشقاء
وغير العذاب لهم في ازديادْ
سجونٌ وقتلٌ وفقرٌ وجور
وتمتدّ في الأرض أيّ امتدادْ
فهل عرف الناس أين الدواء
لتلك الجراح وأين الضمادْ
وأين العلاج لهذا السقام
وكيف سيصحو طويلُ الرقادْ
وكيف يفكّون تلك القيود
وكيف كرامتُهم تُستعادْ
وهل عرفوا لِمَ ضنْكُ المعاش
ومن أجله لِمَ هذا الجِلادْ
ومن يزرع الشوكَ أنّى ينال
أزاهير وردٍ بوقت الحصادْ
فها هم لأنفسهم لائمون
ويشكون يبكون في كل نادْ
ومن بعضهم يشربون الدماء
لكيما يعيشوا كعيش القُرادْ
فمن وهدة الحزن كيف الخروج
وحتّام نبقى بهذا الحدادْ
أما آن أن نرتقي للسماء
بعينٍ تزيح ستار الرمادْ
وننظرَ حبلاً مئات السنين
تدلّى وما منه شعبٌ أفادْ
كتابٌ من الله ذِكرٌ حكيم
وثقلُ النبوّة خيرُ العبادْ
وتمضي القرون وراء القرون
وليس سوى جدلٍ باضطرادْ
وكَيل المزاعم والاتّهام
بنشر الفساد ونهب البلادْ
وتكفيرِ قومٍ وسفكِ دماء
بدعوى الترفّض والارتدادْ
وأعداؤنا فرحاً يضحكون
ويُمضون فينا سيوفاً حِدادْ
تحيط بنا فتنٌ مهلكات
ودون السلامة خرط القتادْ
فكيف السبيلُ وأين المآل
ونحن نتيه بهذي الوهادْ
فيا إخوة الدين هل من مجيب
وهل في المسير الى الله جادْ
لقد أتعبتنا خطى العابثين
وكيدُ الشياطين في الاصطيادْ
الهي أنر دربنا من ظلام
أحاط بكل الدروب وسادْ
بغيرك ليس لنا من نجاة
فأنت الحكيم ومنك السدادْ
34
قصيدة