عدد الابيات : 25
لله درُّهما جمالُ وقاسمٌ
للنصر في سوح الوغى علَمانِ
جبلان من عزمٍ اذا هي زُلزلت
وعلى ضراوة فتكها أسَدانِ
من يعربٍ هذا وذا من فارسٍ
وعلى صراط محمدٍ أخوانِ
حكيا أبا ذرٍّ أخاً لقرينه
سلمانَ في بأسَيهما بطَلانِ
بهما انجلت عن أرضنا ظلماؤها
وأضاء فيها منهما قمَران
يا واهبان لأمننا روحَيكما
فبأيّ وهْبٍ تُشكر الروحانِ
هل في البكاء عليكما متنفَّسٌ
لهموم قلبٍ موقد الأحزانِ
فبأيّ ذنبٍ في الأنام قُتلتما
لكما على كلّ الأنام يدانِ
قاتلتما شرَّ البريّة حينما
ذلّتْ رقابُ مداهنٍ وجبانِ
عملاءُ أمريكا أرادوا فتنةً
فيها تُصبّ نوائبُ الحدَثانِ
أذنابُ بعثٍ والدواعشُ ناصروا
أسيادَهم في الظلم والطغيانِ
طمعاً بخيرات البلاد وحُكمِها
بالبطش والإرهاب والنيرانِ
في عودةٍ للفاسقين وجورِهم
وغرامِهم بالظلم والعُدوانِ
فوقفتما سدّاً منيعاً ردّهم
في خيبةٍ بالخزي والخسرانِ
وزحفتما بالحشد يرفع رايةً
هيهات منّا ذلّةُ المتواني
من كلّ ضرغامٍ يجود بنفسه
عند اشتعال الموت في الميدانِ
هُرعوا بفتوى المرجعية حُسّراً
إلّا من الإقدام والايمانِ
حملوا على راحاتهم أرواحَهم
يتسابقون لجنّة الرحمنِ
بكما تأسّوا صامدين لجبهةٍ
بالموت فارتْ غاية الفورانِ
فإلى رحاها باسلَين دخلتما
وعلى لظاها كنتما تقفانِ
حتى خبتْ برْداً وألقت نصرها
لكما برغم عساكر الشنآنِ
فرددتما للشعب ما سلبَ العدى
من عيشه بكرامةٍ وأمانِ
وحميتما أرضاً وعِرضاً أمّها
دنسُ البغاة بسوءةٍ وهوانِ
فارتدّ عسكرُهم شريداً خائباً
وقد اكتوى بالذلّ والخذلانِ
وبقيتما رغم المنيّة أنتما
حيّانِ في الشهداء منتصرانِ
34
قصيدة