الديوان » العصر الأندلسي » عمارة اليمني » أفي أهل ذا النادي عليم أسائله

عدد الابيات : 76

طباعة

أفي أهل ذا النادي عليم أسائله

فإني لما بي ذاهب اللب ذاهله

سمعت حديثاً أحسد الصم عنده

ويذهل واعيه ويخرس قاتله

فهل من جواب تستغيث به المنى

ويعلو على حق المصيبة باطله

وقد رابني من شاهد الحال أنني

أرى الدست منصوباً وما فيه كافله

فهل غاب عنه واستناب سليله

أم اختار هجراً لا يرجى تواصله

فإني أرى فوق الوجوه كآبة

تدل على أن الوجوه ثواكله

فيا أيها الدست الذي غاب صدره

فماجت بلاياه وهاجت بلابله

عهدت بك الطود الذي ساخ في الثرى

وفي كل أرض خوفه وزلازله

ومن سد باب الملك والأمر خارج

إلى سائر الأقطار منه وداخله

ومن عوق الغازي المجاهد بعدما

أعدت لغزو المشركين جحافله

ومن أكره الرمح الرديني فالتوى

وأرهقه حتى تحطم عامله

ومن كسر العضب المهند فاغتدى

وأجفانه مطروحة وحمائله

ومن سلب الإسلام حلية جيده

إلى أن تشكى وحشة لطوق عاطله

ومن أسكت الفضل الذي كان فضله

خطيباً إذا التفت عليه محافله

وما هذه الضوضاء من بعد هيبة

إذا خامرت جسماً تخلت مفاصله

كأن أبا الغارات لم ينش غارة

تريك سواد الليل فيه قساطله

ولا لمعت بين العجاج نصوله

ولا طرزت ثوب الفجاج مناصله

ولا سار في عالي ركائب موكب

ينافس فيه فارس الخيل راجله

ولا مرحت فوق الطروس يراعه

كما مرحت تحت السروج صواهله

ولا قسمت ألحاظه بين مخلص

جميل السجايا أو عدو يجامله

ولا قام في المحراب والحرب عاملاً

من البأس والإحسان ما الله قابله

تعجبت من فعل الزمان بنفسه

ولا شك إلا أنه جن عاقله

بمن تفخر الأيام بعد طلائع

ولم يك في أبنائها من يماثله

أتنزل بالهادي الكفيل صروفها

وقد خيمت فوق السماك منازله

وتسعى المنايا منه في مهجة امرئ

سعت منهم الأقدار فيما تحاوله

حبائل لم يعلقن إلا بأروع

تمد لصيد النيرات حبائله

يبيت ومن زهر الأسنة في الدجى

مشاعره وقت القرى ومشاعله

أناديه قل كيف شئت فهذه

خصائصه مأثورة وحصائله

وعدد سجايا أبيض الوجه أبلج

تصدق دعوى المادحين فضائله

كذبناه في دعوى الوفاء بعهده

متى جف هامي الدمع أو كف هامله

أيرثي لساني مجده بعد مدحه

وما لي لم تخذل لساني خواذله

ألم يك في قلبي من الهم والجوى

وحر الأسى شغل عن الشعر شاغله

سيذبل روض الشعر من بعد يومه

فلا عاش ذوايه ولا أخضر ذابله

دعوني فما هذا بوقت بكائه

سيأتيكم طل البكاء ووابله

ولا تنكروا حزني عليه فإنني

تقشع عني وابل كنت آمله

ولم لا نبكيه ونندب فقده

وأولاده أيتامه وأرامله

فيا ليت شعري بعد حسن فعاله

وقد غاب عنا ما بنا الدهر فاعله

أيكرم مثوى ضيفكم وغريبكم

فيمكث أم تطوى ببين مراحله

وهل تنعم الدنيا علي بمنعم

أجالسه من بعده وأؤاكله

سآوي إلى ركن شديد والتجي

إلى ملك عم البرية نائله

إلى العادل بن الصالح الملك الذي

أقابل وجه البشر حين أقابله

أقوال وقول الحق فرض على الفتى

إذا شهدت بالصدق يوماً دلائله

ألا إن سلطان ابن رزيك لم يزل

ورزيك ليث الغاب إن غاب باسله

هو المجد أغنانا عن الليث شبله

وناب لنا عن صالح فيه عادله

تولى وقد خلى علائق ثقله

ولكن تولى ذلك الثقل حامله

فكان كرجع الطرف وحشة آهل

من العز حتى قيل أونس آهله

وما هو إلا بدر مجد وسؤدد

بدا طالعاً في الدست إن غاب آهله

وفرع كريم الأصل سد مسده

فبورك من نجل وقدس ناجله

وما زلت قبل اليوم قرة عينه

وقاصية الذخر الذي كان يأمله

ولو كان حياً سره فعلك الذي

تجلت له من كل فضل مخائله

عذرت به الأيام من بعد عدلها

وقد يعذر الجاني من الناس عاذله

تداركت هذا الخلق عدلاً ورأفة

وقد أجهضت من شدة الخوف حامله

وأطفأت نار الشر بعد التهابها

وسكنتها والشر تغلي مراجله

وأحسنت ذكر الدهر بعد إساءة

تبين فيها ميله وتحامله

وكانت أمور الناس فوضى فساسها

ودبرها مستجمع العزم كامله

أغر له من آل رزيك أسرة

هم ساعد الملك العقيم وكاهله

به وبهم لا فرق الله شملهم

أنافت أعاليه وأرست أسافله

تساند مثل البزل منه عصابة

بهم قام صاغيه وأسند مائله

هو الكف والباع الطويل إذا سطوا

وهم عند بطش الراحتين أنامله

فيا حاسديهم حاذروا أن تصيبكم

به منجنيقات الردى وجنادله

ويغرقكم من بحره فيض زاخر

تزيد على فيض البحار جداوله

ويا أيها الطير البغاث كأنني

بكم وقد انقضت عليكم أجادله

رويدكم يا ملقحيها سفاهة

فهلا لقاح لا تطرق حامله

ويا واردي ماء العقوق تأدبوا

فذا مورد لا بد تصفو منهله

أراكم أمنتم أن تدار عليكم

رحى الموت أو تلقى عليكم كلاكله

ألا إن جمعاً يردع السيف جمعه

سيرجع منقاداً إلى الحلم جاهله

لقد ضربت أنيابكم في صفاتهم

وعاد بلا ناب على الصخر آكله

ولم تتركوا التشعيب بقيا وإنما

يعاف ورود البحر والموت ساحله

لقد صفحوا عن زلة النعل منكم

ودان لهم حافي الزمان وناعله

أفي كل عصر يستطيل مقصر

حقير ويردي نابه الذكر خامله

ويعلو الثرى نحو الثريا سفاهة

ويسطو بأعيان الزمان أراذله

وهذا أمير المؤمنين أجل أن

يقاس بخلق وابن ملجم قاتله

وحمزة أودى يوم أحد وإنما

بحربة وحشي أصيبت مقاتله

فشكراً على الفخر الذي لك عاجله

وحمداً على الأجر الذي لك آجله

وهنيتها من دولة عادلية

يقام بها فرض الندى ونوافله

أراد أناس نقضها فتأكدت

أينقض حبل الله والله فاتله

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمارة اليمني

avatar

عمارة اليمني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-amarh-alyemni@

316

قصيدة

3

الاقتباسات

153

متابعين

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر ...

المزيد عن عمارة اليمني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة