الديوان » العصر الأندلسي » عمارة اليمني » من أجل هيبة ذا المقام المذهل

عدد الابيات : 52

طباعة

من أجل هيبة ذا المقام المذهل

لم تغن عن أحد شجاعة مقول

يا لائم الشعراء في تقصيرهم

ويل لما يلقى الشجي من الخلي

عنفتهم ولو ابتليت عذرتهم

لا يعذر المبلي إلا من بلي

أنكرت ما عرفوه من مضغ الحصى

فلأجل ذا سهلت ما لم يسهل

وأشد ما كلفت خاطر شاعر

صعب المعاني في الكلام الأسهل

لكن مدح العاضد بن محمد

مفتاح أبواب الكلام المقفل

أقسمت بالفقر التي أرواحها

من سلسل وجسومها من جندل

لو كنت أمدح غير آل محمد

لرفعته فوق السماك الأعزل

لكن دفعت إلى مديح خلائف

بمديحهم آتى الكتاب المنزل

فلذاك أبذل فوق ما في قدرتي

مدحاً لهم وكأنني لم أبذل

والشعر بالقرآن يخفى نوره

كالنجم يخفى بالضياء المنجلي

قوم إذا ما أسندوا خبر العلى

جاؤوا بأصدق مسند عن مرسل

من كل ملثوم البساط غدت به

قمم الرؤوس حواسداً للأرجل

حتى كأن ثراه ساحة قبلة

بل ثغر معسول الرضاب مقبل

الشائدون من المعالي رتبة

أضحت بهم فوق المعالي تعتلي

ورثوا الإمامة حاضراً عن غائب

وتداولوها آخراً عن أول

من ظافر أو فائز أو عاضد

بيت خلافته على النص الجلي

أوصى إليك بها ابن عمك بعده

نصاكما نص النبي على علي

فتيقن العصر الذي لك أنه

من كنت حجة عصره لم يخجل

وتيقنت رتب الخلافة أنها

سعدت بطلعة وجهك المتهلل

أو ما ترى رجباً بقيت بقاءه

من بعد عامك ألف عام مقبل

وافى إليك مهنئاً ومعزياً

عن شيمتي زمن مسيء مجمل

فهناؤه بالناصر الذخر الذي

مذ قام في نصر الهدى لم يخذل

وعزاؤه بالصالح الهادي فوا

أسفي عليها غمة لا تنجلي

إن الرزية والعطية فيهما

مزجت بطعم الشهد طعم الحنظل

وإذا نظرت إلى الرزية كدرت

بقبيحها الماضي يد المستقبل

وإذا نظرت إلى العطية منصفاً

قامت بعذر التائب المتنصل

أما جراحك يا زمان فإنها اندمل

ت ولكن بعد حز المفصل

يا راحلاً عنا وفي أكبادنا

حرق عليه مقيمة لم ترحل

نقص الكمال وقد قضت بك في

سنة عداد شهورها لم تكمل

عجل الرثاء إليك قبل تمامها

والذم يلزمنا إذا لم تعجل

إن يبل من ذاك الجبين جماله

فجميله عند الخليقة ما بلي

سافر بطرفك لا تجد إلا يداً

مخضوبة بيد له لم تنصل

أو وجنة ذبلت طراوتها أسى

أو روضة بنوالها لم تذبل

وذا أردت على مقالي شاهداً

فشهود قولي أهل ذاك المحفل

ما منهم إلا امرؤ بلغت به

نعمى أبي الغارات أرفع منزل

ولكثرة المعروف أنكر نفسه

فأعاد فيها نظرة المتأمل

يا صاحبي وما سألت جهالة

كم سائل عن علم ما لم يجهل

هل نشأة الزمن القديم أعادها

منشي الخليقة في الزمان الأول

لو لم يكن هذا المقام نهاية الش

رق الرفيع وغاية المتمثل

لظننت أن الفتح أصبح قائماً

فينا بدولة جعفر المتوكل

أو أن عصر الآمر ابتسمت به ال

أيام عن هادي الدعاة الأفضل

ولئن أتيت أبا شجاع بعدهم

فلأنت أول سابق متمهل

كالشمس بعد الفجر أو كالوبل بع

د الطل أو كالبحر بعد الجدول

أحييت بالحسنات سالف ذكركم

لا ينكر الوسمي عارفة الولي

وطلعت في ذا الدست بعد طلائع

ذخراً لأبناء النبي المرسل

وكفلتهم وكفلت عنهم للورى

نعماً عممت بهن كل مؤمل

ووصلت حبلك في الحياة بحبلهم

صلة الأشاجع ركبت في الأنمل

سبب غدا نسباً وأنت وصلته

منهم بعصمة عقدة لم تحلل

ورأيت ملك أبيك وتراً مفرداً

فشفعت منه مؤثلاً بمؤثل

وحفظت منصبه الكريم ولم يكن

أحد سواك لنيلها بمؤهل

فطل الملوك وقد فعلت ممتعاً

بدوام عزك في البقاء الأطول

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمارة اليمني

avatar

عمارة اليمني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-amarh-alyemni@

316

قصيدة

3

الاقتباسات

153

متابعين

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر ...

المزيد عن عمارة اليمني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة