عدد الابيات : 18
مَعَ اضطِرابِ عَصا المَجهُولِ أضطَرِبُ
فالمَوتُ أقساهُ ألَّا يُعرَفَ السَّبَبُ
أُعالِجُ النَّزعَ مِن أطرافِ ذاكِرَتِي
حَتَّى تَعَلَّقَ في مِيلادِيَ الهُدُبُ
بِمَوتِنا نَهَبُ الأسبابَ غايَتَها
وإن حَيِينا مَعَ الأسبابِ لا نَهَبُ
سِفرٌ مِنَ القادِمِ التَّارِيخُ يَكتُبُهُ
لِيَقرأ السَّالِفُ الآتُونَ ما كَتَبُوا
في البَرزَخِ استَنسَخَ الماضِي أجِندَتَهُ
بَينَ اللُحُودِ ولَفَّت بَعضَها الحُجُبُ
يُصارِعُ المَوتَ مَوتٌ لَيسَ يَغلِبُهُ
يُعطِى الحَياةَ لِمَن ماتُوا وما ذَهَبُوا
عُيُونُ قَبرِي تَرَى في كُلِّ داجِيَةٍ
دُونَ الظَّلامِ شِفاهاً في الصَّدَى تَثِبُ
مَرَّ الجَمِيعُ ولَم أُبصِر عُيُونَ أبِي
بَينَ النُّجُومِ وكُلُّ الرَّاحِلِينَ أبُ
مَن دَوَّخَ اللَيلَ حَتَّى فَجرِ غايَتِهِ
يَسعَى إلى طَلَبٍ في سَعيِهِ الطَّلَبُ
يَستَوجِبُ الحَتفَ ما حَقّ الفَناءُ لَهُ
أمَّا احتِِمالاتُ مَوتِ الرُّوحِ لا تَجِبُ
تَعَطَّلَ الوَقتُ عَن خَبزِ الرَّغِيفِ لِمَن
تَنُّورُ ثَورَتِهِ مازالَ يَلتَهِبُ
مَرعُوبَةٌ تَبتَغِي حَدّاً لِوَحشَتِها
عَينُ الفَقِيدِ فأينَ المالُ والنَّسَبُ
رَوعٌ مِنَ الظُّلُماتِ الصَّمتُ يَسكُنُهُ
يَستَجمِع النَّفسَ لا حَشرٌ ولا كُتُبُ
صَكَّت قَواطِعُ أيَّامِي على رِئَتِي
لِيُخرِجَ الحِبرَ مِن أعصابِيَ العَطَبُ
تَبدُو اللُغاتُ بِلا جُرحٍ يُتَرجِمُها
إلى مَعانٍ ولا في وَجهِها عَصَبُ
يَسَّاقَطُ الثَّلجُ مِن جُدرانِ أورِدَتِي
على كُرُومٍ ذَوَى في صَيفِها العِنَبُ
أُغادِرُ العُمرَ في كُلِّ الجِهاتِ سِوَى
أنَّ الجِهاتِ إلى عَينَيَّ تَقتَرِبُ
نِعمَ المَطِيُّ إذا مِن فَوقِ صَهوَتِها
حُزتَ المَرامَ ونِعمَ الدَّربُ والنَّصَبُ
72
قصيدة