الديوان » بغداد سايح » العيد في زمن الكوليرا

عدد الابيات : 21

طباعة

زارنــــا الـكـولـيـرا يُــبــاركُ عــيــدا

فـي بـلادٍ تـلقى الـهلاكَ سـعيدا

يــفـرحُ الـمـوتُ كـلّـما ذاقَ رُوحًــا

أيُّ ورْدٍ يــــرى الــذُّبــولَ بـعـيـدا؟

أيّـهـا الـعيشُ لا تـسِلْ مـاءَ حُـبٍّ

بــلْ تـيمّمْ مـنَ الـمعاني صـعيدا

الـمـنـايـا هُــنـا تُـعـشّـشُ حــتّـى

أنَّ حُـــزنًــا مِـــنّــا يــطـيـرُ أُعــيــدا

أرضُـنا فـي مـزابلِ الـوقتِ تُـرمى

حـيثُ يُـلغي الـهباءُ جهْدًا جهيدا

فـالـسّـمـاءُ الــتـي تُـعـانـقُ لــيْـلًا

لــمْ تـشأْ أنْ يُـطِلَّ نـجمٌ شـهيدا

بـــاعَ طـيـنٌ أبــاهُ لـلـنهرِ.. كـانـتْ

تــرّهـاتُ الـمـيـاهِ ســعْـرًا زهــيـدا

تكذبُ البوصلاتُ، يا وحْلُ أمسِكْ

عــنـكَ دربًـــا يـــراهُ تـيـهٌ سـديـدا

الــكـلامُ الـقـديـمُ يـحـبو إلــى أنْ

تُـقـبِـلَ الـتـمـتماتُ قـــوْلًا جـديـدا

غـابـةُ الـمـعنى قـاتِـلوها غُـصونٌ

هذهِ الأخشابُ استفاقتْ حديدا

كـــلُّ جُــرحٍ يـنـامُ يـصـحو جِـراحًـا

والأنــيـنُ الـجـريءُ يـغـدو صـديـدا

لـلدّمِ الـمُشتهى شـرايينُ مـجدٍ

فـاذبـحـوا الـكـونَ إنّــهُ صــار بِـيـدا

لــــمْ يُـبِـدْكُـمْ ضـيـاؤنـا ذاتَ بـــدْرٍ

نـحـنُ نُــورٌ فـي لـيلِكُمْ قـدْ أُبِـيدا

تـسـتريحُ الـشموسُ تـعزفُ حُـبًّا

جــارفًـا لـحْـنُـهُ الـمُـلـوكَ الـعـبيدا

أيّـهـا الـلـيلُ كُـنْ طـويلًا فـفجْري

يَــنـبُـتُ الآنَ لـلـشـمـوخِ جَــريــدا

أيّـهـا الـسـيفُ سِـرْ رعُـودًا فـإنّي

أُعــشِـبُ الــيـومَ لـلـدمـاءِ وريـــدا

أيّـها الـمنفى رغـمَ بُـؤسِكَ تأتي

زقــزقـاتُ الأفـــراحِ عـنـدي بـريـدا

أيُّـها الـنِّسيانُ الأسـى ذكـرياتي

ليسَ تنسى عُمْرًا يسيرُ شريدا

الـلـيالي الـطّـوالُ تـحـملُ صـمْـتًا

كــيْ يـكـونَ الـصـباحُ هــذا ولـيدا

والـصـقـيـعُ الـعـنـيدُ يُــهـزمُ فـيـنـا

لا الـشـتاءُ الـشـقيُّ يـتلو جـليدا

لــمْ تــرِثْ نــارٌ عــنْ رمــادٍ لـهـيبًا

غـيْـرَ أنَّ الـصّـفصاف يـذوي بـليدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بغداد سايح

بغداد سايح

237

قصيدة

كاتب وشاعر جزائري، من مواليد العاشر جويلية عام 1983 بمغنية تلمسان، له جوائز أدبية كثيرة وطنيا ودوليا، من مؤلفاته: إليها المسير، مذكرة نورس مغناوي، قناديل منسية، صهيل البدايات، سمفونية جرح بار

المزيد عن بغداد سايح

أضف شرح او معلومة