جر أذيال العنا شم النسيم

حيث وافى حاملاً ريح السموم

من ديون أثقلت ظهري القويم

وسقام انحلتني وهموم

كان عيشي قبل هذا أرغدا

وزماني  خالياً من نكد

وأنا  أختال بين السعدا

في صفا وقت نفيس أسعد

وحياض  الأنس تحلو موردا

حيث منها راق عذب المورد

في  رياض مثل جنات نعيم

حولها أطيار إسعادي تحوم

وفؤادي  في سرور مستديم

بين  أقمار المعالي والنجوم

بين  أخوان صفا ووفا

وبهم  همي عن القلب نفى

وعلى  غصن الأماني رفرفا

طير أقبالي ودهري مسعفى

خلت  والله زماني الصفا

وبه  شر الأعادي اكتفى

خاب ما أملت من دهر لئيم

من  الأخوان أخوان الهموم

بينهم أصبحت في ضنك أليم

وبهم جيش الأذى أبدى هجوم

كلهم خانوا ودادي مذ وشى

لهمو  وغد  لئيم أرذل

وبضد الدين والله مشى

في طرق الزور ذاك الأجهل

وبهم ليل حياتي أغطشا

نحوم  الأنس أمست تأفل

قل  إلى كل لئيم وعديم

وإلى أهل النهي أضحى يلوم

ما  الذي أملت من غدر ذميم

غير خزى لك يا هذا يدوم

جاء يسعى مسرعاً داء الشقاق

منك  في جسم حياة الشرف

إذ أردت بين الفين الفراق

وبهذا كنت أقوى مسرف

كلما تمهر في كتم النفاق

لعياني  يظهر السر الخفي

سر مكر وخداع من قديم

وحديث منه أروى للعموم

تحمل الحقد على قلب أثيم

وبه تبرز ما بين الخصوم

أنت  بالعقل المعني تلعب

مثل  ما يلعب طفل بالكرة

وبه  تم  إليك المأرب

مأرب  كل  جبان قرره

وأنا  أصبحت حظي أندب

كل  يوم من أمور مسخرة

من أمور حيرت فكر الفهيم

حيرة تدهش أرباب الفهوم

وبها يختل ذا العقل السليم

اختلالاً من عناء لا يقوم

ها  أنا أصبحت في ضيق شديد

وعناء  واحتياج وافر

منهمو أنقذني المبدي المعيد

صاحب الجود الغزير الباهر

مبدع الأشياء ذو العرش المجيد

خالقي من خير أصل طاهر

إذ هداني لصراط مستقيم

وحباني الفضل في نيل العلوم

صل يا رب على طه الكريم

وعلى آل وصحب كالنجوم