الديوان » صالح المنديل » دار بلوى

 

دار بلوى

انا نزلنا بدار بلوى كأنها تكلمَتْ

   بلهجات لستُ اجيدُها

تُغرينا كأنها حسناء 

و الياقوت زيَّن جيدَها

لكن حادثات الدهر  طغاةُ

تسودُ الكون نحنُ عبيدُها

و نلهث في نيل المغانم كأننا 

ضواري وحوش تعدوا وراء طريدها

تكيدنا بالنائبات في كل منحنى

 و ليس لنا الا الصبر كيما نُكيدها

 و تصدعْ شؤون  القوم اذا غالت 

حادثاتُ الدهرْ رأسَ عميدَها

نُسرُ بما نكسب من  جديد كما 

يطرب الصيّام في صبح عيدُها

 يتحفك اللئام بمكرهم

رقصا على الآلام كيما تُزيدها

و يجودُ الكرامُ سيلاً كما جادَت

بالندى الأجبال ذابَ جليدُها

و تُجبرنا السلوى  مثل ثاكلة اصابت  

سلوّاً بعدما ناحت وحيدها

و لا تشكو ما اصبنا من قصر 

الأعمار أو حسنُ مديدها

 فأمرها لله إن شاء يقصر 

الأعمار او شاء يزيدها

و ميراث المكارم اجود من  قصور 

من  حطام الدهر كنا نشيدها

رُزقنا تجلداً للنائبات

بالصبر  لانَ عنيدُها

و ما المنية إلا موعدٌ

على تردد الأيام يدنوا بعيدها

و ما مضى  داويته بالنسيان

فكثر ملامُ النفسِ ليسَ يفيدُها

نشيخ و تبقى حماقات الصبى

 نتلوها للأجيال ثم نعيدها

ما ورثنا من الآباء من عللٍ جدت 

بها الأحداث يُنسى تليدها

فهل الدنيا الا غابة قد اقفرت  بها 

آساد الشرى  جاعت  و سادت قرودها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح المنديل

صالح المنديل

200

قصيدة

طبيب و شاعر منذ ١٩٨٢

المزيد عن صالح المنديل

أضف شرح او معلومة