الديوان » المالحي زهير » مضغة الروح

عدد الابيات : 40

طباعة

إنــي أرى لــهُ فــي الآفــاقِ عنوانا

يُــلقي بــفيئهِ فــي الــوجدانِ ألــوانا

كــي  لا يُــقالَ بــأني جــاحدٌ أمــلًا

أو ذا عــقرتُ غــدًا بــاليأسِ إنسانًا

هــل تــزدري كــبدٌ بــالبطنِ فلذتها

أو  ذا تــخــونُ يــدٌ لــلبذلِ إحــسانًا

يــا دُرّةً لــمعتْ في القلبِ حضوتُها

واســتملكتْ تــمنحُ الأشواقَ سُلطانا

كــيفَ الذي بهرَجَتْ بالعهدِ فطرتُهُ

أن  يــشــتري كــفنًا لــلمهدِ قــربانا

مــا حــلّقتْ زمــنًا بــالهدي قــافيتي

بــيــن  الــهوى إلّا تــهديكَ عــقيانا

يــا مضغةً بشِغافِ البوح قد عبقتْ

بــالحبِّ تــحملُ بــينَ الروحِ تِحنانا

إنــي الأســيرُ بــهذا الكونِ حرَّرني

مــلــقاكَ  مــنــطلقًا أرتـــادُ أكــوانا

لا  شــأوَهُ نَــسَبٌ مــالٌ ولا حَــسَبٌ

أو شــهــوة تــرفٌ يــكتالُ نــقصانا

أنــتَ  الــحياةُ أيــا مــنوالَ أحــجيةٍ

مــن حَــلّها اتّــشحتْ بالصَّبرِ مِنيانا

فــانشقَّ مــحفلُها بالجفْوِ وانحسرتْ

تــبــكيكَ  مــثــقلةً بــالجفْنِ نــجوانا

فــازدادَني رَبَــقٌ بــالنأي ذا كــرباً

مــذ شــبَّ في شَبَقِ الخِذلانِ إذعانًا

والــخوفُ قــد جَندلتْ أوزارَ بردتِهِ

عــرشًــا فــســلّمَهُ الإقــدامُ تــيجانا

ذاكَ الأنــيــنُ فــكــيفَ الآنَ أمــنعهُ

كــالنايِ قــد تــرْجَمَ الأحزانَ ألحانا

لستُ الأريب سعيداً في أذي طربٍ

بــالعزفِ قــد مــلكَ الآذانَ إعــلانًا

فــي  كــلِّ حاضنةٍ للخلقِ مصدرُها

ضُــبــاحُ  مــنــطلقاً يــجتثُّ بــلوانا

يــا نــفسَ زائرةِ بالصّبِّ قد فَطرتْ

صَــبّي هنا عطِرَتْ من فاكِ سُقيانا

فــاستبشري لا استوى إلّاكِ معتنقٌ

يــختالُ فــي مــنيةِ الوجدانِ مُزدانا

يــا ســرَّ مُــلهمةٍ مــا انــفكّ قــاتِلها

تــحصي مــعاقلَه في السَّفك أسرانا

أنــتَ الــملاكُ الذي لا زلتُ أنظرهُ

كــالروضِ ينظرُ في البيداءِ حسبانا

قــد  حلّ ممتطيًا سَرجَ الرّجى فلحًا

بين الدجى يرْمي في المَرجٍ عدوانا

لا ســعــيَهُ أبــدا قــد هــامَ مــفترشًا

ثــوبَ الــولوجِ إلــى التسليمِ أو لانا

لــكــنهُ  بــرجــاءِ  الله قـــد ثــبــتتْ

بــالــسعي كَــرّتُــهُ فــانشقَّ ظــمآنا

لا  نــالــهُ يـــأسٌ أو حــالَ يَــنقصهُ

بَـــأْسٌ  ولا بــرِحَ الإقــدامَ كــسلانا

ســبــحانَ  مــانــحه ســـراًّ يــميِّزه

يــمتصُّ مــن سُــرَرٍ لــلزادِ ريَّــانا

أضْــحى الــتّقاسمُ لــلتكوينِ ديــدنهُ

لــلبدءِ يــوقظُ فــي الأمــشاجِ خلَّانا

ألــقى الــبهاءُ عــلى الــبيداءِ واحته

مــن قــبل أن أبــقى لــلجدْبِ بهتانا

كــي يــكتسي بحلولِ العظمِ مظهرهُ

نَحْضا  كما التحفتْ بالجنْي أغصانا

فازدانَ مبسمهُ المخجولُ وانتشرتْ

أكــمامُ  خــدّهِ بــينَ الــسهلِ حُمرانا

هــل تــأنسينَ بــهذا الــجُود يا أملًا

ذكـــراهُ قــد عــلقتْ بــالوجدِ أيَّــانا

والــيومَ  لا يــأسٌ يضنيهِ أو ضجرٌ

أو تــمتطي نــزقًا لــلبؤسِ نــجوانا

هــذا الصدى أذنِي يا ليت فارتحلي

لــيهاب هــمسكَ بينَ الصّمتِ إيذانا

إنــي ولــو بــوتينِ القلبِ ألمسُ في

حِــسِّ الــجمالِ لــهُ في الروحِ آذانا

أرجــوكِ  غنّي لنا من فيضِ نبرتكِ

يــا شــعلةً قَــدحتْ في القلبِ نيرانا

كنْ حيثُ أنتَ طليقَ الروح منتظرًا

حــتى  أراكَ بــنوحِ الــطلق مُزدانا

كــي  أنتشيهِ أريجَ الدهرِ أين نضى

يــنسابُ عــطركَ بــين القهرِ هتَّانا

يـــا حــالــماً بــبلاءِ اللهِ مُــصطبرًا

مــثــلي يــعــاندهُ دهــرٌ فــما هــانا

كــنْ  في الحياةِ هُمامًا لا رمتهُ عداً

كــي  ذا تــواكبَ بينَ الرّتلِ فرسانا

لا  زال فــي أمــلي نــورٌ لحا ألمي

والله  مــــوردهُ  الــجــبّار مـــولان

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

62

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة