الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » وادي ارجيوس حسبي ما أقاسيه

عدد الابيات : 36

طباعة

وادي  ارجيوس حسبي ما أقاسيه

شيبت رأسي كما شابت نواصيه

كفاك سجن غريبٍ بين مجتمعٍ

يعده كأسير من أعاديه

ضيعت  ويلك شطراً من شبيبته

قد  ظنه برغيد العيش يقضيه

يشكو إلى الليل من صبح يعيد له ال

بلوى وللصبح من ليل يداجيه

عامين  فيك وقد مثلت لي بهما

مالم  يمثله عصر في مآسيه

حتى تحجر قلبي من تجلده

كأن باطن صدري صخرة فيه

بحيث أصبح لا الأخطار تفزعه

ولا حراب الليالي السود تدميه

تهون كل صروف الدهر لو نزلت

إذا الفتي ذهبت عنه أمانيه

ومن توسط غاب الوحش بات به

كأنه  آمن مما يلاقيه

لم  يبق بعد ابتعادي ما أحاذره

فلصنع الغاب ما شاءت ضواريه

لو صور الله في الدنيا إلى ملإ

دار الجحيم لقالوا أنت واديه

حكم  الممالك في الدنيا له أجل

إن لم يكن قد دنا فالظلم يدنيه

يمشي الزمان رويداً في تقلبه

فلست  تسمع ركزاً في تمشيه

تقول لي النفس والأحداث ما برحت

تجري وفاقاً إلى ما أنبأت فيه

ما أنت والركب دعه في ضلالته

فلست  في هذه الدنيا بحاديه

مرت عليه قروت وهو في ظمإ

يظن  أن بريق الآل يرويه

دعه إلى الغيب تحدوه الظنون به

لو في فروق هدى ما عز هاديه

ورب جرح ممض عاد متسعاً

علاجه قد تعدى طوق آسيه

خل  الزمان يداويه بمبضغه

إذا استحال على قوم تداويه

متى تعارضت الأمراض في بدن

وأحرضته  فلا يرجى تلافيه

إذا ذكرتك يا بغداد أرقني

ذكرى حبيب بروحي كنت أفديه

تركته ساعة التوديع في وله

لم  يدر كيف عن الأنظار يخفيه

وبين جنبيه نفسٌ لا تطاوعه

على النوى وفؤاد لا يواتيه

كطائر غاب عنه السرب وهو لقى

يرنو إلى الأفق من شتى نواحيه

رام اللحاق فما اغنت قوادمه

من  ذعره حين خانته خوافيه

وأوشك الدمع لولا الصبر يحبسه

خوف  الشماتة يجري من مآقيه

ناشدتك الله يا بغداد أن تدعي

ماء السكينة رهناً في مغانيه

وأبعدي عنه نجوى اليأس خشية أن

يلبي القلب منه صوت داعيه

قولي  له أنا حي لا أزال وإن

ما بيننا الدهر قد حالت عواديه

لعل في الغيب أياماً نعيد بها

تلك الكؤوس فيسقيني وأسقيه

عهدي  به أن لا بُعدي يغيره

ولا الليالي وإن جارت ستنسيه

إن  الذي عنه أقصتني وشايته

لا بد للسوء من عقبى تجازيه

ليت النوى كتمت عني إساءته

كي  لا  تذكرني يوماً بماضيه

ولست أرضى لنفسي أن تناجزه

أو أن تقابل وغداً في مساويه

لا غرو أن كنت بالإحسان أغمره

فقد  يصيبك سهم أنت باريه

جاف  اللئيم وحاذر أن تجاوره

فاللؤم كل شريف من مراميه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة