الديوان » المالحي زهير » ألم الفراق

عدد الابيات : 38

طباعة

أُجاري الحُبَّ يُرهِقُني اعتِناقي

عَجولُ الوَصلِ يُزهِقُني اشتِياقي

فَمِثلُ الحَربِ حُبّي قابَ قَوسٍ

شَديدُ البأسِ لَو شَدّوا خِناقي

فَبَينَ الوَصلِ والتَّفريقِ خيطٌ

كَخيطِ الفَجرِ في أُفْقِ التَّلاقِ

هَجوتُ اللَّيلَ حتّى ضِقتُ ذَرعًا

متى يا صُبحُ تَأتي بانبِثاقي

كَفى يا دَهرُ في المَتبولِ يومًا

وقَهرُ الشَّوقِ دَومًا في التصاقِ

هَضِمتُ النّأْيَ حتّى صارَ خِلاًّ

ونِعمَ الصَّحبِ طَعنًا كالرِّفاقِ

فَما قد بانَ بَينَ الثَّغرِ غِبطًا

سَرابُ العِشقِ يَأتي باختِلاقِ

أُغَطّي القَولَ حتّى لا يُنادي

بِإسمٍ مِنكَ يَأتي في السِّياقِ

ولو قد صامَ ثَغري باحَ قَلبي

وما في البَوحِ بُدٌّ لانغِلاقِ

وما في الشَّوقِ مِن سُلطانِ كَبتٍ

وطَيفُ التَّوقِ يُغري باستِراقِ

وما إن قلتُ آهٍ قامَ يَدعُو

جُفونَ العَينِ رِفقًا بالمآقي

فَذاكَ الحُبُّ تباً بَينَ لَحظٍ

يَشُدُّ الجَفنَ كرهاً كالوثاقِ

فَأينَ الرّاحُ يا أَشلاءَ روحٍ

تَشُدُّ الرَّكبَ هَجرًا في الرّواقِ

لفي أرتال طَيفُ مِنكَ تدنو

تعيدُ الشَّوقَ في أَسرِ الفِراقِ

أُناجي البَدرَ ظَنًّا أَن وَجهًا

مِنَ المَحبوبِ يَغفو في النِّطاقِ

عَصيُّ الدَّمعِ وَيلي لَو تَراني

بِطَرفِ الرِّمشِ أَغدو كَالبُراقِ

فَلَيتَ النَّأيَ يَدري أَنَّ حُبّي

بِبَيتِ القَلبِ جاثٍ كالصِّفاقِ

ومَن بُشرَاهُ يَحظى مِن رَسولٍ

مِنَ المَحبوبِ أُنسًا في الطِّباقِ

نَهَلتُ الشَّوقَ حتّى خِلتُ أنّي

بِمَهدِ الشَّوكِ أَحبو دونَ ساقِ

فَما الأشواقُ إلّا كأسُ خَمرٍ

لَتُغري اليأسَ دَومًا بِالعِناقِ

وَهَل أَدرَكتَ يَومًا أنّ عِشقًا

بِدَربِ النَّأيِ أَدى لِلتَّلاقِ

فَفَرطُ الحُزنِ يَنفي كُلَّ حُبٍّ

إذا ما انحازَ يَومًا لِلوِفاقِ

فِراشُ النَّفسِ قد أَذكاكَ وِجدًا

فًراشُ النُّورِ يَرمو لاحتِراقِ

بَديعُ الكَونِ يا إعجازَ رَبٍّ

كَوَيتَ الحُبَّ جَمرًا بافتِراقِ

فَبادَ الذِّكرُ بَينَ الشّامِ حتّى

غَدَت دَقّاتُ قَيسٍ في العِراقِ

كَثيرُ الحُزنِ عَزّةُ فانجديّةِ

كَثيرُ غُلَّ باقٍ دونَ ساقِ

أبو نُواسٍ شُدَّ الرَّكبَ واقصِدْ

رِيَاضاً فِيهِ   بِكْرُ  الْحُسْنُ آقِي

وأقوى مِن صَهيدِ الحُبِّ حُرًّا

على المَغرومِ عِشقٌ بِالنِّفاقِ

إذا ما النَّفسُ حامَت في حِماها

طُيورُ الشَّرِّ تَأتي بالشِّقاقِ

إذا ما النَّفسُ نامَت في رَجاها

دُموعُ الفَقدِ فَأْ ذن بانِدفاقِ

حَبيبُ العُمرِ لا يَرتاحُ إلّا

إذا ما اشتاقَ نَأيًا باشتِقاقي

كَلُبِّ الزَّهرِ يَهوى سِجنَ عِطرٍ

إذا ما حَنَّ يَومًا لانبِثاقي

حَبيبي في مَياطِ الحُبِّ عَهدي

وحُبّي في نَياطِ الحُبِّ باقِ

كِتابَ اللهِ إنّي في هَواكَ

كقطرِ  الغيْث للأزهارِ ساقي

فَإن كَبَّلتَ جُلَّ الحُبِّ  ويْحي

فَوحْي الذِّكرِ يَأتي بِالبَواقي

مَلاكُ الحُبِّ خَفِّفْ وطءَ شَوقٍ

إذا ما زُرتَ وأَمُرَْ  بانطِلاقِ

رَوَاني الحُبُّ كُفرًا بَعدَ كُفرٍ

رَسولَ الهُدى فاسمَحْ باعتِناقي

لَحُبُّ المَرءِ بَينَ الأَهلِ أَبقى

زَكيُّ النَّفسِ في الوِجدانِ راقِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

62

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة