الديوان » المالحي زهير » هموم تموج

عدد الابيات : 44

طباعة

هُمومٌ تَموجُ وصَحوٌ يُشاهِدْ

وجَمعٌ كَئيبٌ ودَمعٌ يُناشِدْ

كَسيرُ الرَّجا لهْفَ قَلبي حَنينْ

تَعَدَّى أَنينَ الدُّجى ما يُكابِدْ

فَلَولاهُ بَوحٌ تَجَلَّى بِشِعرٍ

لَماتَ الَّذي جَوفَ جَوفي يُراوِدْ

فَأشجارُ أَصلي هُنا في ضُلوعٍ

مِنَ الصَّدرِ تَمتَصُّ حُلوَ الرَّوافِدْ

فَما غابَ عنها نَضا الشَّمسَ يَوماً

وَما انشَقَّ عَنها غَضَا الغُصنُ ساجِدْ

فَيا ريحَ هَذا الزَّمانِ الكَئيبِ

عَلى المَرءِ جمرٌ مِنَ الجَهلِ بائِدْ

هُنا أَينَ جَدِّي وَبَذرةُ مَجدِي

يَنابيعُ تَروي فَسيلَ القَصائِدْ

رَأيتُ الَّذي قَد تَغَنَّى بِمَجدٍ

جَمالاً لَهُ لا يُرَى في المَقاصِدْ

فَيَعلو كَما الطَّيرُ دونَ جَناحٍ

وشِريانُهُ بَينَ سَفكِ المَصائِدْ

أَيا ثُلَّةَ الصَّبرِ في النَّفسِ قُومي

أَيا نَبعَ ماءٍ مِنَ الصَّخرِ بائِدْ

أَيا شُعلَةَ النُّورِ في القَلبِ طُلي

أَيا طَيفَ ظِلٍّ مِنَ اللَّيلِ عائِدْ

فَأَينَ الأَساطيرُ في الذِّكرِ تَبقى

وأَينَ الأَساطيلُ بَينَ الشَّواهِدْ

أَباتَ الأَسا طي تِلكَ الصُّدورُ

أَباتَ الأَسا طيرُ حُبٍّ يُجَاهِدْ

كَحالِ القَطا صارَ جَمعُ القَطيعِ

أَسيرَ الأَنا بَينَ تِلكَ المَكائِدْ

فَسِربٌ يَنامُ عَلى الفَقرِ يَغفو

وَسِربٌ عَلى السُّهدِ خاطَ الفَوائِدْ

عَلى اللهِ طِفلٌ يُنادي أَباهُ

طَواني الطَّوى أَينَ نارُ المَواقدْ

وأُمٌّ مِنَ الثُّكلِ نادَتْ رضيعي

فَما نَفعَ ريٌّ غَثا بِالنَّواهِدْ

وَكَم مِن إِيمٍ طَحاها الزَّمانُ

فَمَلَّت مِن السُّؤلِ بَينَ المَساجِدْ

وَكَم مِن طَهورٍ تَعَدَّى الزَّمانُ

عَلَيها فَصارَت تَعُدُّ الوَسائِدْ

عَلى اللهِ نَفسٌ فَمَن ذا تُعَزّي

فَموتُ الشَّمائلِ في الناسِ واحِدْ

أَبا الجودِ يا دَمعَةً في هُمومي

وَيا شَمعَةَ الهَدي بَينَ المَعابِدْ

أَبا الجودِ يا نَبضةً في وَريدي

وَيا قَبضةَ الصَّبرِ بَينَ السَّواعِدْ

أَبا الجودِ يا وَقفَةً مِن خَليلٍ

وَيا رِفقَةَ الخَيرِ بَينَ المَقاعِدْ

فَلا رَيْبَ مَن ذَاقَ يُتْمًا كَأنَّا

مَدَى الكونِ ضَاقَ بهِ في المَواجِدْ

وَيَا لَيْتَ كُلَّ امْرِئٍ عَاشَ إنْ

بَدَا الوصل في صَحْبِهِ لَمْ يُعَانِدْ

فَيا رَحْمَةً مِن غَرِيبٍ تَجَلَّتْ

كَأنَّ دَمَ الوُدِّ في العَرَقِ قَائِدْ

تُلاَقِي مِنَ النَّاسِ قَلْبَكَ مِنْهُمْ

شَقِيقًا فَكُنْ طَيِّبَ القَلْبِ عَابِدْ

فيَأْتِيكَ رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ مِثْلَ

الَّذِي قَدْ نَوَيْتَهُ في البذل قَاصِدْ

يَجُودُ الَّذِي لَمْ يَنْلْ نِصْفَ قُوتٍ

وَكُلُّ الَّذِي طَابَ قَلْبًا يُسَاعِدْ

فَيا غُرْبَةً ابْنِ أَصْلٍ بِنَسْلٍ

تَجَلَّى بِهِ الفَقْدُ وَالنَّأْيُ شَاهِدْ

يَعِيشُ الرَّفَاهَ شَقِيًّا وَيَدْنُو

إلى اللَّهِ صَفْرًا عَدِيمَ الشَّوَاهِدْ

فَمَنْ يَذْكُرُ النَّارَ بَيْنَ الهَشِيمِ

وَمَنْ يَذْكُرُ الدَّارَ بَيْنَ النَّوَاجِدْ

هُبَاءٌ مِنَ العَتْمِ بَيْنَ السَّوَادِ

أَبَى النُّورُ فِي ظُلْمِهِ أَنْ يُشَاهِدْ

تَمَادَى بِشَرْيَانٍ نَشْ ءٍ فُتُورٌ

أَمَا مِنْ دَمٍ يُسْعِفُ النَّشْأَ صَاعِدْ

أَبا اللهوِ يا مُفَرِّغَ النَّفْسِ صَحْوًا

دَعْ الكَأسَ وَاقْطَعْ جَرِيرَ المُفَاسِدْ

وَسَارِعْ إِلَى مُهْجَةٍ فِي الثَّنَايَا

تَجَلَّتْ بِمَرْءٍ مِنَ الوَعْيِ راشِدْ

أَلَرْفَعْ بِكَفَّيْكَ لِلَّهِ وَادْعُ

وَقُلْ مِلْءَ قَلْبِيَ لِلَّهِ عَابِدْ

لِمَحْيِ فُؤَاداً مِنَ الذَّنْبِ يَشْكُو

فَيَمْحيه لَوْ طَالَ عُمْرُ الصَّوَاعِدْ

لِيُضْحِّي عَلَى وَصْمَةِ العَارِ مَسْخًا

وَيُمْسِي عَلَى قِمَّةِ الخيرِ سَاجِدْ

أَمِيطُوا عَلَى النَّفْسِ جَذْوَاتِ رِجْسٍ لِيَبْقَى

شَذَى الحَذْوِ فِي النَّشْئِ صَاعِدْ

فَلَوْلَاهُ عَهْدٌ لَنَا مِنْ جُدُودٍ

لَكُنَّا طَعَامَ العَدَى فِي المَوَائِدْ

فَكُلٌّ يُحِبُّ الَّذِي قَدْ حَبَّاهُ

عَلَى العَرْشِ حُبًّا تَجَلَّى بِعَابِدْ

فَحَمْدًا إِلَى اللَّهِ أَنَّا نَشَأْنَا

كَرَوْضٍ مِنَ الزَّهْرِ جُنْدًا نُجَاهِدْ

عَلَى العَهْدِ لَا رَيْبَ أَيِقَنْتُ دَرْبِي

صَدُوقًا فَلَا عَيْبَ صِدْقًا أُنَاشِدْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

47

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة