جن الفؤاد ومات الحلم

فهل من نشوء لهذا العدم

هل من وتين هنا قابع

يلم الشتات وينهي الألم

فهل يونع الزهر بين القشيب

وبذر الفؤاد اكتوى واضطرم

وهل يوقظ النأي سهد الليالي

وقد نام في أضلع لم تنم

وهل ينفع الذكر والقلب ذا

ألم الجروح فلم تلتئم

وهل يبلع السكر خمر اللقاء

وهل يقلع الدهر جمر الحمم

فلما بكى خاطري لم يفارق

ولم يشتكي مقلتيه ولم

فلما اجتوى حائرا في الفيافي

شكوت له عن جوى فابتسم

فثارت دموعي بجيش الفؤاد

وسر الهوى في السجال احتدم

فتالله إن ما دعاني الهيام

شحذت القريض له والنظم

فلله صدر أماط الصيام

ولله بدر انبرى وارتسم

لله عطر بثغر تجلى ولله

قطر نضى والتحم

ولله صوت كهمس الخرير

ولله شمس الوفا والشيم

تشع بمستشرق من فتيل

ويذوي بها شفق من حلم

أطلت على حالك من قتام

فحالت إلى طلل من عدم

فمن منقذي الآن والودمات

ومن باعثي الآن بين الرمم

ومن منقذي من ظلام ظلوم

ومن منقذي من ظلوم ظلم

ومن مسكري حلما من فؤاد

سقاه الحبيب النوى فانصرم

فكيف القصاص لقلب صريع

وكيف الخلاص لصدر أجم