الديوان » سوريا » إبراهيم الحوراني » حشاك ونارا في فؤادي قادحه

عدد الابيات : 42

طباعة

حشاك وناراً في فؤَاديَ قادحه

ودعني وشأني فالرزيئة فادحه

ولا  ترجُ لي صبراً فنفسي حزينة

وليست الى غير التفجع جانحه

تروح وتغدو والرزايا تسابق الـ

ـرزايا  اليها غاديات ورائحه

أقامت على قلبي الغموم منيخة

بكلكلها  طول المدى غير بارحه

أحاول بالسلوى التثاماً لجرحى الـ

قديم فتدميهِ الحوادث جارحه

ففي كل يوم لي الى الحزن والبكا

دواع واسبابٌ جفونيَ قارحه

وفي كلها ابكي فتروي الطيور عن

شجوني  وتغدو متن حزنيَ شارحه

اكتِم  ما بي والسواجم لاتني

تنمّ  على رغمي بسريَ بائحه

تسجّ  ومما يستزيد انهمارها

دواهٍ  شداد للخلائق جائحه

دهتهم  واصداءُ الدمار أمامها

زواقٍ وغربان المنية صائحه

دماءٌ  أحلتها  زبانية الشقا

فكانت لها في هذه الحرب سافحه

بحرب محيا الشام غشَّت خطوبها

لهُ بسموم الضيم والضنك لافحه

ولكن هذي الحرب ردَّت نعيمها

جحيماً والقاها البلاء مطارحه

وعاثت بها أيدي الرزايا لسعدها

بصمصام نحس مرهف الحد ذابحه

وشدت عليها ضغطة الحصر فاغتدت

تقلَّب  تحت البهظ والخسف رازحه

وسدَّت  على الاهلين حتى منافذ الـ

ـهواء  اليهم للردى الباب فاتحه

فإن لم يموتوا فيهِ جوعاً فمن جرى

تباريح  كرب سانحات وبارحه

وكممن عزيز بينهم قد قضى وما

سمعنا عليهِ بيننا صوت نائحه

يشق  عليهِ الاهل ثَم جيوبهم

ونحن هنا نغشى الهنا ومسارحه

كذا  غاب ابراهيم عنا ونحن في

توقع  انوار بلقياهُ لائحه

تناقلت  الأفواه همساً نعيَّهُ

وظلّت تورّي عنهُ غير مصارحه

الى أن تجلَّى الامر فيهِ واصبحت

حقيقته  لا تقبل الشكَّ واضحه

أجل دار ابرهيم شيخ العلوم والـ

ـمعارف  شطت عن محبيهِ نازحه

مضى تاركاً في الشرق آثار فضلهِ

نوافجها تبقى مدى الدهر فائحه

وشق على قلب اليراع فراقهُ

فثلّم شقَّيهِ ودقَّ جوانحه

وفقدانهُ  هال القريض وآلم الـ

ـمصاب  بهِ  اقطابه وجحاحجه

وهل  بعد ابراهيم للناس مطمع

بساجعة في روضة الشعر صادحه

ومن  بعدهُ أن انشد الشعر شنفت

قصائدهُ الاسماع بالدرّ نافحه

وهل بعدهُ في سامر الحي تشتهي

مساجلة  زند القرائح قادحه

ومن بعده للكبح والحلِّ إن عصت

علينا عويصاتُ المسائل جامحه

وهل بعدهُ من صالح لامارة الـ

ـبيانِ فيحميهِ ويرعى مصالحه

وهل  تسمح الايام للناس يا ترى

بثانٍ لهُ هيهات ليست بسامحه

عليك أَيا سلفي العزيز حشاشتي

تفيض جوى والعين بالدم ناضحه

قف انظر فتلقى ابنيك وابنتك الالي

نعيَك  فيهم كان أكبر فادحه

فنجلاك في مصر يذوبان لوعةً

ونجلاك في بيروت تنحب نائحه

فقدناك فقد البدر سارٍ بمتيهٍ

تعدّتهُ آثار الهدى عنهُ ما صحه

وليس عجيباً أن يجر عنا الاسى

عليك كؤُوساً بالتفجّع طافحه

فقد كنت ريحان النفوس وطيبها

وكانت ترى جذلانه بك فارحه

ولما  افترقنا منذ عامين كان بالـ

ـتلاقي تأَسيّها فترتاح طامحه

وما  كان في حسباننا ان فرصة الـ

ـقا واجتماع الشمل ليست بسانحه

تغمدك الرحمن بالعفو والرضى

وعمتك منهُ رحمة عنك صافحه

ختمت بتقواهُ الحياة هنا ففي الـ

ـحياة  هناك انعم بأَيمن فاتحه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الحوراني

avatar

إبراهيم الحوراني

سوريا

poet-Al-Hurani@

54

قصيدة

1

متابعين

إبراهيم بن عيسى بن يحيى بن يعقوب الحوراني ولد سنة 1844م كاتب وشاعر ومترجم وباحث وأديب سوري. من أهل حمص، أقام والداه مدة في حلب فولد بها وانتقل معهما إلى دمشق، وتعلم ...

المزيد عن إبراهيم الحوراني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة