الديوان » المالحي زهير » كفن الوداد

عدد الابيات : 55

طباعة

إلى مُقْلَةِ النَّدَمِ العَابِرِ

إلى غَفْلَةِ الزَّمَنِ العَاثِرِ

عِيَاظًا تَمَخَّضَ بُرْكَانُهُ

شُوَاظًا بِمَذْهَبِهِ السَّاخِرِ

يَزِفُّ المَدَى عَبَقًا بالحَنِينِ

لِبَرْدٍ مِنَ الشَّبَقِ الكَافِرِ

لَعَلَّ بِجُنْحِ الأَثِيرِ صَدَاهُ

سَلَامٌ عَلَى الجَسَدِ النَّاكِرِ

يُلَاقِي مِنَ الشَّجَنِ المُسْتَعِيرِ

بَقَايَا مُشَرْذَمَةِ الخَاطِرِ

يُنَادِي لِمَا حَوَّلَتْنَا العُقُولُ

لِنَصْبٍ مِنَ الأَثَرِ الغَابِرِ

فَنَحْنُ المَشَاعِرُ فِي دَلْوِنَا

صِفَاتُ المُتَبَلِ وَالشَّاعِرِ

فَفِي نَزْفِنَا قَطَرَاتُ النَّدَى

تُزِيحُ الشَّوَائِبَ لِلنَّاظِرِ

لِتَحْمِي إِذَا نَبَذَتْنَا الظِّلَالُ

ضِيَاءًا مِنَ العَبَقِ الطَّائِرِ

دَبَابِيرُ هَبَّ نَضَى شَوْكِهَا

بِلَسْعٍ مِنَ الزَّمَنِ الدَّابِرِ

لِتَرْمِي العَوَاطِفَ أَذْنَابَهَا

سُمُومًا عَلَى الوَرَمِ الغَائِرِ

لِتَغْدُو تُؤَرْجِحُ أَفْنَانَهَا

وَتَعْدُو لِمَنْ لَدْغِهَا الغَادِرِ

كَفَى المِيسَمُ الكَلِفُ المُسْتَجِيرُ

زُعَافًا مِنَ الأَسْرِ وَالآَسِرِ

إِذَا مَا اسْتَشَاطَ ضَجِيجُ الجَوَى

تَزَوَّجْنَ مِنْهُ جَوَارِي السُّكُونْ

وَخَلَّفْنَ مِنْهُ إِذَا اسْتَنْكَحَ

شُوَاظُ الهَوَى شَائِطَاتِ العُيُونْ

إِذَا اسْتَمْطَرَ اللَّهَبُ المُنْجَلِي

إِذًا فَالْيَمُجْ ثَمِلًا بِالشُّجُونْ

فَخَلْفَ الخَيَالِ شُهُودُ الهَوَى

وَفَوْقَ المَدَى خَطَرَاتُ العُيُونْ

خَيَالٌ غَثًى دَنِفٌ زَاخِرٌ

بِبَذْرِ الحَنِينِ وَغَرْسِ الغُصُونْ

فَلَا ضَاعَ مِنْ شَجَنٍ فَيْضُهُ

شَحِيحًا أَبَى نَهْرُهُ أَنْ يَكُونْ

غُبَارُ الهَوَى عَبَثًا تَشْتَكِي

فَذَا العِشْقُ سَفَّ شَذَاهُ المُجُونْ

فَهَلَّا شَكَرْتِ لَنَا صَفْوَةً

أَذَاقُوا الهَوَى ثَمَرَاتِ البَيَانْ

وَأَهْدَوا لِحَوَّاءَِ فِعْلًا يَلِي

وُعُودَ الكَوَى وَحُرُوفَ الجِنَانْ

فَأَضْحَى يُزَغْرِدُ فِي رَوْضِهَا

عَبِيرٌ وَيَهْمِسُ فِيهِ الحَنَانْ

أَلَا قَدْ تَكَلَّلَ فِي جَوْفِهَا

فَتِيلُ الرِّضَا وَفَسِيلُ الأَمَانْ

فَتَاةُ الرَّبِيعِ أَلَمْ تَسْمَعِي

عُبُورَ النَّسِيمِ وَغَزْوَ الرِّيَاحْ

إِنَّ اللَّفْحُ فِي جَسَدٍ لَمْ يُبَارِحْ

فلاحَ الزَّنَابِقِ حِينَ الرَّوَاحِ

يُعَزِّي المُتَيَّمَ أَتْرَابَهُ

إِذَا الشَّوْقُ فِي شَفَتَيْهِ اسْتَرَاحْ

فِدَاءً لَهَا سَمِقٌ لَمْ يُغَادِرْ

قَصِيدًا فَأَذْرَفَ فِيهِ النُّوَاحْ

يَجِبُّ الذِي نَشَزَ البَوْحَ مِنْهُ

طَقَاطِيقَ مِنْ كَفَنٍ لَمْ يُزَاحْ

وَيَرْنُو بِمَا كَتَمَ الصَّدْرُ شَوْقًا

مُقَفَّى الجَوَارِحَ بَيْنَ البِطَاحْ

كَطَلْعٍ هَفَا دَنَفًا فِي رُبَاهَا

يُغَذِّي الوُرُودَ بِنَسْغِ اللِّقَاحْ

وَيُفْضِي بِمَا كَتَمَ النَّأْيُ طَلْعًا

يُنَقِّحُ شَهْدَ الكَلَامِ المُبَاحْ

لِتَرْمِي وَتَنْخَلَ مِنْ رَوْضِهَا

بُطُونَ النَّخِيلِ خُشَافَ الرَّمَقْ

دَعِينِي لأَشْرَحُ نَفْسِي فَذَا

الشَّرْخُ فِي شَفَتَيَّ التَصَقْ

دَعِينِي لِمَا آمُلُ فِي دَمِي

عَتِيقٌ وَخَزٌّ الفِرَاقِ انْعَتَقْ

دَعِينِي لِمَا أَرَقٌ يَعْتَلِي

جُفُونِي وَسُهْدُكِ لَا لَمْ يَرِقْ

دَعِي الذِّكْرَيَاتِ وَأَلْحَانَهَا

تَوَاشِيحَ فِي جَسَدِي المُحْتَرِقْ

فَيَا لَيْتَ إِنْ زَمَنًا ضَمَّنَا

عَلَى العِشْقِ فَوْقَ سِرَاجِ الشَّبَقْ

فَتِلْكَ الغُيُومُ يُقَلِّبْنَهَا

تَرَانِيمُ مِنْ قُبُلَاتِ الشَّفَقْ

أَرَى مَا أَرَى قَمَرًا هَلْ أَرَى

مُحَيًّا تَوَحَّدَ ثُمَّ افْتَرَقْ

مَضَى فِيهِ كُلُّ شَقِيٍّ سَعَى

عَشِيقًا يُمَضْمِضُ فِيهِ النَّزَقْ

سَقَاهُ العَوَاذِلُ حَتَّى ارْتَقَى

سَرَابُ النَّوَى الحُجَّةَ الوَاهِيَه

فَمَاتَ الحَنِينُ بِطَعْنٍ فَمَا

مَفَرًّا يُقِيهِ مِنَ الغَادِرَه

فَتُوبَا فَقَدْ لَبِسَ العِشْقُ فِي

عَزَاءِ الهَوَى حُلَّةً دَاكِنَه

فَهَلْ يَرْتَوِي أَمَلٌ مُسْتَحِيلٌ

بِأَكْوَابِهِ السِّمَةُ الغَابِرَه

وَهَلْ يَلْبَسُ البَدَنُ المُسْتَحِيلُ

بَقَايَا مِنَ العُثَّةِ العَابِرَةِ

قِنَاعَ التَّقِيَّةِ، ارْحَلْ فَمَا

يُجْدِي صُرَاخُكَ بِالهَاوِيَه

فَمَا سُولَةُ الخٌلُقِ المُسْتَجِدِّ

تَسَلَّي بِزَفْرَتِهَا الذَّاوِيَه

فَقَدْ عَاثَ فِي زَمَنٍ سَافِرٍ

سَوَادٌ مِنَ النَّظْرَةِ الغَاوِيَه

فَتِلْكَ العُيُونُ وَقَدْ سَلَّمَتْ

قَذَاهَا يَجِفُّ عَلَى القَارِعَه

نَوَيْتُ لِأَرْشِفَ شَهْدًا وَكَمْ

ثَمِلْتُ بِزَهْرَتِهِ الرَّائِعَةِ

أَوَاهَا ابْنَ أَوْى بِأَنِيَابِهِ

وَأَرْضَى بِهَا الشِّفَةَ الجَائِعَه

غَوَتْهَا الشُّرُورُ بِأَهْوَائِهَا

فَمَا تَفْعَلُ الطِّيبَةُ الضَّائِعَه

فَلَا تَأْمَنَنَّ لِتِلْكَ الرُّؤَى

ألا لَيْتَهَا سُنَنٌ شَافِيَةْ

إِلَّا أَنْ تَعِيشَ وَحِيدَ الرَّجَى

عَلَى أَنْ تُدَحْرِجَ فِي الزَّاوِيَه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

62

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة