الديوان » ماهر باكير دلاش » سهرة مع أبي الطيب المتنبي

بصوت :

عدد الابيات : 30

طباعة

أَرَقٌ عَلَى أَرَقٍ وَمِثْلِي يَأْرَقُ

وَجَوَى يَزِيدُ وَعِبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ

جُهْدُ الصُّبَابَةِ أَنْ تَكُونَ كَمَا أَرَى

عَيْنٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلْبٌ يَخْفِقُ

 

وَقَلَقٌ عَلَى قَلَقٍ وَمِثْلِي لَا يَقْلَقُ

وَسُهِدٌ بِلَيْلٍ وَدَمْعٌ يَتَرَقْرَقُ

حِلْمُ حَلِيمٍ أَنْ أَكُونَ كَمَا أَرَى

غَضِيضَ بَصَرٍ بِقَلْبٍ يَخْفِقُ

 

مَا لَاحَ بَرْقٌ أَوْ تَرَنَّمَ طَائِرٌ

إِلَّا انْثَنَيْتْ وَلِي فُؤَادٌ شَيِّقُ

جَرَّبْتُ مِنْ نَارِ الْهَوَى مَا تَنْطَفِي

نَارُ الْغَضَى وَتَكِلُّ عَمَّا يَحْرِقُ

 

وَمَا رَجَوْتُ أَحَدًا إِلَّا خَالِقِي

مِنْهُ عَطَاءٌ عَلَى الْفُؤَادِ يُغْدِقُ

مَا نَارُ الْهَوَى إِلَّا سَرَابٌ

وَالْحُبُّ لِلنَّبِيِّ إِنْ تَصْدُقُ

 

وَعَذَلْتُ أَهْلَ الْعِشْقِ حَتَّى ذُقْتَهُ

فَعَجَبْتُ كَيْفَ يَمُوتُ مَنْ لَا يَعْشَقُ؟

وَعَذَرْتُهُمْ وَعَرَفْتُ ذَنْبِي أَنَّنِي

عَيَّرْتُهُمْ فَلَقَيْتُ فِيهِ مَا لَقُوا

 

وَعَذَلْتُ أَهْلَ الْعِشْقِ حَتَّى ذُقْتَهُ

فَكَيْفَ مَنْ كَانَ خَيْرَ الْوَرَى يَعْشَقُ!

وَمَا عَذَرْتُهُمْ وَمَا عَذَرْتُ نَفْسِي

كُنْتُ فِي التِّيهِ وَرَاءَهُمْ أَخْرَقُ

 

أَبْنِي أَبِينَا نَحْنُ أَهْلُ مَنَازِلَ

أَبَدًا غُرَابُ الْبَيْنِ فِيهَا يَنْعِقُ

نَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ

جَمَعَتْهُمْ الدُّنْيَا فَلَمْ يَتَفَرَّقُوا

 

أَبَنِي عُرْبٍ أَمَا زِلْنَا أَهْلُ رِفْعَةٍ

بِخَيْرِ الْكَلَامِ أَبَدًا نَنْطِقُ؟

لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا أَبَدِيَّةً مَا

كَانَتْ الْجِبَالُ يَوْمًا تُسْحَقُ

 

أَيْنَ الْأَكَاسِرَةُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ

كَنَزُوا الْكُنُوزَ فَمَا بَقِينَ وَلَا بَقُوا

مِنْ كُلِّ مَنْ ضَاقَ الْفَضَاءُ بِجَيْشِهِ

حَتَّى ثَوَى فَحْوَاهُ لِحَدٍّ ضَيِّقُ

 

وَمَا كَانَ قَارُونُ مَضَى بِكُنُوزِهِ

وَمَا كَانَ بِسَخَطِ اللَّهِ يُمْحَقُ

وَإِنَّ عَلَيْنَا الْأَرْضَ ضَاقَتْ

لَنَا رَبٌّ كَرِيمٌ نِعَمُهُ عَلَيْنَا تُورِقُ

 

خُرْسٌ إِذَا نُودُوا كَأَنْ لَمْ يَعْلَمُوا

أَنَّ الْكَلَامَ لَهُمْ حَلَالٌ مُطْلَقُ

فَالْمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفَائِسُ

وَالْمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الْأَحْمَقُ!

 

خُرْسٌ إِذَا نُودُوا كَأَنْ لَمْ يَعْلَمُوا

أَنَّ الصَّمْتَ فِي حَرَمِ الْحَقِّ يُوبِقُ

مِنَ النَّاسِ بِاسْمٌ بَاكٍ عَلَى الدُّنْيَا

وَمِنْهُمْ نِدٌّ لَهَا، بَاكٍ وَهُوَ الْأَحْمَقُ!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ماهر باكير دلاش

ماهر باكير دلاش

45

قصيدة

اكتب الشعر ولي كتاب الموروث التاريخي..

المزيد عن ماهر باكير دلاش

أضف شرح او معلومة