أخبرت انكِ راحلة و هان عليك الهوى
فأغشتني هموم الوجد ما أذنَّ العصرُ
إن هان عليكِ هوانيْ فلا
نزلَ الغيث يا فوز أو سطع الفجرُ
و كل نفس تجود بما زُودت
به منها الجوانح و الصدرُ
اطوف على ديارهم غير مؤملٍ
فقد جفاني النوم أو نفذ الصبرُ
و ادركت ان النوى له موضع
في النفس ما يفعل السحرُ
شرَكٌ يقنص نفوس الغافلين
و يسقيهم جمر إذ لا يُشتها السكرُ
جمر يسري في العروق الزرق
تعذيبٌ و لن يشفهِ التنجيم و السحرُ
ألامه تباريح سموم القيض
من هولها ينفذ تجلدنا فيه و الصبر
تكاد تباريح وجدي بها و النوى
ان تُسكت القلب او يُفطر الصدرُ
اقول يا فوز باني خذلتك في الهوى
و عاد ضميري اليوم يلتمس العذرُ
و ما ندمي عليك اليوم ذو جدوى
إذ انحل ما بيننا و انقضى الأمر
فقرّي يا فوز عينا بأن رفيقكِ
عاد اليوم محزوناً و يلتمس العذرُ
و يقول للهجران اهلا و مرحبا
و ليصمت العذال و ليسكن الدهرُ
و يا نار الجوى زيدي تضرماً في لذة
لها يتشوق شغاف القلب و الصدرُ
و يا فوز لا حزن على هاجرٍ
اذا ما رزقك الله من سعةٍ في العيش
و الاخلاق و السترُ
فانت التي سمت لها العيون
و حلت بأعلى منزل في القلب
يا ذي الجبين الغض و المقل الخُضرُ
232
قصيدة