الديوان » مصر » أحمد نسيم » أخا النصح دع لومي وطول عتابي

عدد الابيات : 51

طباعة

أخا النصح دع لومي وطول عتابي

فقد  آن أن أُرضى النهى بمتابِ

مضى زمن أقلعتُ فيه عن الحجا

وصوبت رأياً كان غير صواب

كذا المرء في عهد الشباب أخو هوى

شديدُ  نزوعٍ من هوىً وشباب

وقد يطأ المرءُ الأسنة مكرها

ويركب عند اليأس شرَّ ركاب

المجد المؤثل خففى

سهامك عن قلبي فحسبي ما بي

هلمَّ  ندافع جهدنا عن بلادنا

دفاعَ  كماة أو ضراغم غاب

كذلكم الرئبال تعروه سورةٌ

إذا  احتُلَّ يوماً خيسه بذئاب

ومن  فقد استقلاله عاش هيّنا

يسام صنوفاً من أذىً وعذاب

هلمَّ نخض غمر الصعاب إلى العلى

ونفرق من الإِقدام كل عباب

عسى يسعد الجد الذي مال نجمه

وتشرق شمس المجد بعد غياب

ألم  نك كاليونان أهلاً لمجلس

يدافع عنا عند كل مصاب

ألم نك كالبلغار والصرب في الحجا

وأخصب منهم اخضرار جناب

ألم نك أرقى من ممالك لم تقم

لدأبٍ  ولم  تهمم لأيّ طلاب

أليست  بلاد  النيل أوَّل أمةٍ

أماطت عن العرفان كل نقاب

علومٌ وأخلاقٌ وفضلٌ وهمةٌ

وتذليلُ  أوعارٍ ودكُّ صعاب

فحتام ذياك العميد ينوشنا

بناجذ سرحان وظفر عقاب

رمى  نسوة الإسلام بالعجز عامداً

وقد  ودَّ  أن ينزعن كل حجاب

وفي  كل يوم نُبتلى من يراعه

بأفك اذا عُدَّ العجابُ عجاب

فطوراً يعادينا بتقرير كاشح

وطوراً يناوينا بنشر كتاب

ويا  ليته ردَّ الدليل بمثله

وخفَّض من طعن له وضراب

إذا عجز المقهور عن قهر خصمه

لدى البطش لم يلجأ لغير سباب

مضى شاكياً ضعفاً عراه ومهجة

على  قرب توديع ووشك ذهاب

فما  باله قد قام بعد مماته

يعضّ قلوب المسلمين بناب

ألا أيها الشيخ الذي شاب رأسه

فسوَّدهُ  من ظلمه بخضاب

دع  الافك لا تركن اليه فانما

عقاب الذي يجنيه شرُّ عقاب

قمتَ بوادي النيل حتى سقيته

مرارة  صبر لا يطاق وصاب

وغادرته يشكو إلى اللَه مابه

وينزو  بقلبٍ من أذاك مذاب

دعا  ربه  حتى أجاب دعاءَه

وقد  كان قبلاً فيك غير مجاب

فسيان سخط في كتابك أو رضى

إذا  كان  ترحال بغير إياب

حسبناك  نسراً قد هممنا بزجره

إذا  بك يوم البين شرُّ غراب

خرجتَ على رغم وكان تشفياً

دعاء الورى ربِّ ارمه بشهاب

ولونك مصفرٌ ورأسك مطرقٌ

وطرفك  محسورٌ ووجهك كاب

وعينك تبكي عرش ملك نُزعتهُ

وترنو لنيلٍ مترعٍ وهضاب

نآى  النيل حتى صرت أشوق مولع

إلى  رشفاتٍ من لماه عِذاب

وساءك  نأي القصر وهو مشيد

على هضباتٍ غضةٍ وروابي

ثويت  به  تختال بين خمائل

وبين  عراصٍ شسع ورحاب

فصار  كحلم أو كآل حسبته

من الجهل ماءً أو كلمع سراب

ومرَّت  ليالٍ لا تعود كأنها

سنوح شبابٍ أو مرور سحاب

تمنُّ على النيل السعيد بثروة

وهل كنت في واديه غير مراب

عذرتك إن برَّدت نارك بالذي

تلفقه  من خطبةٍ وخطاب

وإن قلت لي كيف اطرحت مدائحي

أكنت  تمارى عندها وتحابى

أجبتك لي دين أثار عواطفي

وهيَّج من قوم عليك غضاب

ولا خير فيمن لا يثور لدينه

ولو بين أسياف ووخز حراب

بنى مصر خلوا كل شيخ مذبذبٍ

له  نحو  إيقاظ الحقود تصاب

ولا  تقرأوا صحف الضلال وشهروا

بها  بين أخدان لكم وصحاب

وأموا  حمى العباس يعطف عليكم

بقلب غيورٍ للتخاذل آب

مليك  لدى أهل السياسة مصدر

لكل  سؤالٍ أو لكل جواب

فان لم يناقش خصمه فلحكمة

يؤخره عمداً ليوم حساب

أيا واحد الدنيا عُلِ القوم تغتنم

أجلَّ  جزاءٍ  في  أبرّ ثواب

ورحماك يا عباس ممن قيودهم

أحاطت بأعناق لنا ورقاب

كفاك من ابن النيل في كل شدةٍ

اذا  قال  من ضيمٍ اليك مآبي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد نسيم

avatar

أحمد نسيم

مصر

poet-Ahmed-Naseem@

160

قصيدة

2

الاقتباسات

11

متابعين

أحمد نسيم بك بن عثمان المصري القاهري. شاعر مصري. ولد سنة 1878م وتعلم وتوفي بالقاهرة سنة 1938م . كان يلقب بشاعر الحزب الوطني. في شعره جودة ورقة. وكان موظفاً في ...

المزيد عن أحمد نسيم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة