عدد الابيات : 16
الكُل يدْري في الفَلَاةِ وفي القُرَى
أنَّ جَمالَ النَّفْسِ أفضَلُ أن يُرَى
جُودِي فإنَّ الحُسْنَ مِنك سَلاَلَةٌ
ألْقَتْ بباقِ الخَلْقِ مِنْكِ تَصَوُّرا
ما فاضَ من رَوْضِ الجمالِ صَبَابَةً
إلاّ وغطَّى سَهْلٌ عَيْنِكَ أَخضَرَا
جادَتْ قَرِيضًا تَحتَوِيكِ مَشَاعِرٌ
بادَتْ فما جادَ اليَرَاعُ بما اعْتَرَى
فسلِ المُتيمَ ما بجَوْفِكَ لَوْثَةٌ
وسلِ المَيَتَّمَ في اللَّوَاعِجِ ما جَرَى
هذا رِياضٌ في الفًؤادِ مُعَصْفَرٌ
في الشَّوقِ قد بَاعَ الخَمائلَ وَاشْتَرَى
إن جِئْتُ أدنو للبكاءِ هَنِيْهَةً
دَمْعٌ تَقَهْقَرَ في الجفونِ وأَدْبَرَا
حَسْبِي أُعيدُ الذِّكْرَ مِنْه تَيَمُّنًا
للنَّفْسِ أنْ تَلْهَى وَأنْ تَتَصَبَّرَا
ما زِلْتُ أَشْدو بالهِيَامِ قَصِيدَةً
حتى غَدَا مِنْها الهُيَامُ مُصَوَّرًا
جَوْفَ الكُؤُوسِ الفارِغَاتِ كَأَنَّهُ
جَمْرُ الصَّبَابَةِ في الرؤوس تَقَهْقَرَا
من قَعْرِ بُركانِ الفِراقِ تَدَافَعُوا
من أَجْلِ قَهْرٍ بالفؤادِ تَدَثَّرَا
بَاتَ السُّؤالُ بِمَهْدِ ثَغْرِهِ مُبْهَمًا
عن حالِهِم كَاللَّحدٍ دَثَّرَهُ الثَّرى
يا بَئِسَ من ظنُّوا الغرامَ تِجارَةً
أم خَمْرَةً تَلْهِي الجَوَارِحَ أَشْهُرًا
يا أَيُّها السَّاهُونَ في أَمْوَالِهِم
غَنِمَ المجاهِدُ في الصَّبَابَةِ جَوْهَرَا
لا يُغْرِينّكَ من حَرِيرِكَ سِلْعَةٌ
فَلَرُبَّ ثَوْبٍ للْغرامِ تَبَخْتَرَا
يا رَبُّ لَاعَتْ ليسَ غَيْرُكَ مُنْقِذٌ
يُطْفِي القُلُوبَ اللَّائِعَاتِ تَسَعَُرا
62
قصيدة