الديوان » المالحي زهير » أعرني يا أخي

عدد الابيات : 29

طباعة

أعِرِنِي يَا أخي  للصَّمْتِ صَدْرا

فَأَسْرْ الكَبْتَ كَمْ قَدْ ضَاقَ صَبْرا

وَجَدِّدْ مِنْ حُصُونٍ فِي فُؤَادٍ

رَمَاهُ العُذْرُ فِي الأوصَالِ ذُعْرا

يُغَذِّي النَّفْسَ إنْ مَا عَاثَ فِيهَا

جَحُودٌ صَاحِبِ اللَّذَّاتِ عُهْرَا

يَحُثُّ النَّفْسَ فِي دُنْيَاهُ مَسٌّ

إِلَى الزَّلاَتِ أَنْ تَزْدَادَ فُجْرا

ضِيَاءُ اللّهِ فَوْقَ الكُلِّ يَعْلُو

يُحِيلُ العُسْرَ إنْ مَا اختَالَ يُسْرًا

حُرُوبُ الدَّهْرِ رَصَّتْ بَيْنَ وَحْيٍ

جُنُودًا تَنْفُثُ الآهَاتِ حِبْرًا

وَجَدْبُ الشَّحِّ أَضْحَى فِي دَوَاةٍ

وَفَيْضُ المَدِّ فِي عَقْبَاهُ جَزْرا

رَسَا فِي الشَّطِّ يَعْلُو مَنْ تَبَنَّى

بَلَبِّ العَقْلِ بَيْنَ الجَهْلِ فِكْرا

يَبُثُّ السُّمَّ فِي أَكْوَابِ نَصْرٍ

زُعَافًا يَعْصِرُ الوجِدانَ عَصْرا

يَشُدُّ العَزْمَ تِلْوَ العَزْمِ حَتَّى

مِنَ التَّفْرِيقِ ذا قَدْ فَكَّ أَزْرا

يَقِينٌ شُلَّ بَيْنَ اللَّغْوِ كَيْ لَا

يُضَاهِي الرُّشْدَ بِالإِدْرَاكِ بَدْرًا

وَكَيْ يُقَتاتَ بَيْنَ العَتْمِ نُورًا

عَقِيمًا لَمْ تَلِدْ أَنْثَاهُ فَجْرا

يُمَارِي طَاغِيًا فِي الأَرْضِ أَنَّا

عُرُوشَ العِزِّ قد وَلَّتْه قَدْرًا

أَطَالَ الجَاهُ فِي عُقْبَاهُ طُودًا

وَفَاقَ المُلْكُ فِي عَلْيَاهُ كِسْرَا

عَجِيبٌ حَالٌ مَنْ بِالكَبْرِ يَمْشِي

وَمَهْدُ القَبْرِ فِي عُقْبَاهُ أَسْرَى

بَدُنْيَا الفَقْدِ لَا مَانَالَ إِلَّا

قِمَاطًا مِنْ بَلِيَّ الثَّوْبِ سِتْرا

إِلَى الإِغْرَاءِ ذَا قَدْ مَالَ يُغْوِي

بَنَاتًا مِنْ غَوَانِ الدِّمُنِ خُضْرا

غُثَاءٌ ذَا تَجَلَّى وَاسْتَمَدَّا

مِنَ التَّفَتِينِ بَيْنَ الإِفْكِ جِذْرا

رَحيقُ الخَيْرِ يَا مَنْضُودَ شَهْدٍ

تَهَادَى يُدْغِمُ المَنكُود قَطْرا

فَكَمْ مِنْ دَمْع زَهَرٍ قَدْ مَزَجْتَ

لِكَيْ يَنسَابَ مِنْ خَدَّيْكَ عِطْرا

عَبِيرُ الفَخْرِ جُدَّ كَمْ عَاشَ يُحْيِ

أَرِيجُ الخَيْرِ فِي مُنْيَاكَ خَفْرا

عَلَى الأَنْخَابِ يَسْقِي كَأْسَ مَزْحٍ

لِيُحْيِي مِنْ مَزَاجِ الذُّلِّ نَصْرًا

فَمَهْمَا هَامَ فِي مَنْيَاهُ لَهْوٌ

وَشَهْوٌ يَنْخُرُ الْوٍجْدَانَ نَخْرا

رَعِيلٌ لَمْ يَشَأْ لِلْحَقِّ ضَيْمًا

وَنَشْ ءٌ لَمْ يَطَأْ مَنْحَاهُ خٌسْرا

جُسُورٌ إنْ تَجَلَّى فِي رَجَاهُ

قُنُوطٌ لَمْ يَمِلْ لِلْيَأْسِ شِبْرا

عَلَى مِقْيَاسِ فَعْلٍ صَاغَ قَوْلًا

وَفِيٌّ إنْ سَخَا بِالْجُودِ أَذْرَى

فَلَمْ يَرْتَاعَ دُورًا أَوْ قُصُورًا

وَلَمْ يَفْتَكْ بَيْنَ الْقَصْرِ أَمْرا

وَلَمْ يَشتقَّ إِنْ مَا شُقَّ فَاهُ

هُراءٌ أَوْ دَنَى لِلطَّعْنِ غَدْرا

فَطُوبَى مَنْ بِجُوفِ النَّهْرِ جَاثٍ

جُسُورًا ضِدَّ نَحْتِ الدَّهْرِ صَخْرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المالحي زهير

المالحي زهير

62

قصيدة

الشاعر المالحي زهير من مواليد دولة الجزائر .المهنة أستاذ .متحصل على شهادة ليسانس تسويق قسم التجارة . وشهادة الدراسات التطبيقية في الأنجليزية .وشهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية. لدي

المزيد عن المالحي زهير

أضف شرح او معلومة