الديوان » مصر » أحمد نسيم » أزف الرحيل فهل بلغت مراما

عدد الابيات : 96

طباعة

أزف  الرحيل فهل بلغت مراما

ودنى الفراق فهل شفيت أواما

قف وقفة في الحي يقرئك الهوى

قبل  الوداع تحية وسلاما

باللَه لا تنس الربوع واهلها

واذكر هناك محبة وغراما

يهفو  المشوق اذا تباعدت النوى

ويكاد  من لهف يذوب هياما

حتى اذا ذكر الذين ترحلوا

قعد الهوى بين الضلوع وقاما

مازال يحسب كل شهر بعدهم

دهراً يمر وكل يوم عاما

يشتاق  عهد الظاعنين وقولهم

يا ليت عهد القرب طال وداما

او  كلما بت الهوى احكامه

رفض  الفؤاد النقض والابراما

عود  جفونك ان تنام فربما

ان نمت زارك طيفهم إلماما

وانظر الى الربع المحيل فعينه

مما به تذري الدموع سجاما

لعب الزمان به فقطب وجهه

حزناً وعبس ثغره البساما

لِلّه أية لوعة عصفت بنا

تركت دموع المقلتين ركاما

لا تمنعوني في المنازل وقفة

تشفي عضالا في الفؤاد عقاما

حتا م يا قلبي تروعك النوى

والا م يفجعك الفراق الا ما

دارت عليك يد النوى بكؤُوسها

فسقتك صرف البين جاما جاما

ألم  بلا  داء يهيج لواعجاً

وجوى  بلا نار يثير ضراما

في  ذمة الرحمن اكرم بعثة

مدت لها ايدي الكرام جساما

نثروا  اللهي ونثرت شعري بينهم

مثل  العقود تألقا ونظاما

من لي بنعمي غير شعر خالد

اسديه لا منا ولا انعاما

خير  القريض قريض اروع شاعر

في  كل  واد للفضائل هاما

يا راحلون وفي الفؤاد مكانكم

قروا  وطيبوا اعيناً ومقاما

لا تدفنوا احياء بين شيوخكم

فالتبر  يحسب في الرغام رغاما

بعض الشيوخ ولا اقول جميعهم

تخذوا التعنت والعناد لزاما

رثت عواطفهم وبات ضميرهم

خلقاً  وحبل العلم صار رماما

الفوا  الجمود وكل شيخ همه

ان يلبسوه عمامة ووساما

يمشون فوق الارض أعرض اهلها

جبباً  واطول خلقها أكماما

فروا من العلم الحديث وحسبهم

جهلا  بان عدوا العلوم حراما

حب الجبان النفس خلفه لقى

خلف  المعامع يؤثر الاحجاما

وهم  الذين اذا تضافر جمعهم

هزوا العروش وأسقطوا الاعلاما

واللَه لو شهروا سلاح علومهم

قهروا  الاسود وحاصروا الآجاما

ولربما غلب الضعيف بعلمه

جيشاً تموج كالخضم لهاما

قد حرموا علم الحساب وساءَهم

ان  يعرفوا الاعداد والارقاما

قنعوا بتجويد القراءَة واكتفوا

مذ  اتقنوا التنوين والادغاما

سلهم  عن الاهرام تسمع قولهم

سيف ابن ذي يزن بنى الاهراما

سلهم عن اليابان تعرف أنها

جبل خصيب ينبت الاقزاما

سلهم  عن الميكاد تعرف أنه

ملك غزا كسرى وحارب حاما

سلهم عن الامزون تعرف انه

جزر تحيط مراكشا وسياما

شيخ المؤيد وهو أكبر مدع

بين الشيوخ مكانة ومقاما

أو لم يقل افريقيا قد اصبحت

قسماً بمكة يشرف الاقساما

جهلوا  اكشافات العلوم وضرهم

ان يعرفوا التربيد والالغاما

رب  اهدهم فالسيل قد بلغ الزبى

والخطب اصبح حولهم بترامى

أإِذا تبين جهلهم ذو فطنة

عدوه غياً منه او اجراما

ما للامام مضى وخلف زمرة

ضعفاء ماتوا بعده استسلاما

قالوا عليه وما اصابوا انه

عرف اللغات فأغضب الاسلاما

سل  عنه هانوتو يخبر أنه

لا يستطيع مع الامام صداما

جاؤُا  اليه مهطعين وكلهم

رضي  الامام بان يكون اماما

هو  بالدليل ازال عنهم ريبهم

واماط عن وجه الشكوك لثاما

لو  لم يكن يدرى لسان خصومه

ما  اسطاع اقناعاً ولا افحاما

امحمد  لا فات قبرك وابل

يروى  رفاتا  تحته وعظاما

اظهرت للقرآن في تفسيره

حججاً  تزيل الشك والابهاما

حتى كأَن اللَه بعد نبيه

القى عليك الوحي والالهاما

قد غالك الموت الزؤام وليته

ما غال ماضي الشفرتين حساما

فاذا  بكيناك  الغداة فانما

نبكي فتى ضخم الفعال هماما

نبكي الذي راع الحطيم وزمزما

ودهى العراق بموته والشاما

لو عاش بضع سنين اخرج امة

تهدى  الولاة وترشد الحكاما

يا  نصف اميين كيف قرأتم

ونسيتم أن تعملوا الاقلاما

هل  في اللغات نقيصة إن شئتم

ان  تفحموا اربابها الاعجاما

وهم الذين كما نراهم اتقنوا

لغة النبيّ كتابة وكلاما

مستشرق حفظ الكتاب وآخر

اخذ  الشرائع عنه والاحكاما

يكفي  رجال الغرب كل عجيبة

تعيي الظنون وتعجز الاوهاما

بلغوا المطار وسوف نسمع انهم

جازوا الهواء وخاطبوا الاجراما

عابوا جمود المسلمين وصرحوا

ان  لا نعد مع الانام اناما

عشقوا الحياة وما عشقنا بعدهم

الا جموداً يشبه الاعداما

نمنا وباتوا ساهدين وفاتنا

حب الجمود على الضلال نياما

متعنتين على الدخيل فان يضئ

نخرج اليه من الضياء ظلاما

حتى يظن الدين دين تعنت

أو  دين قوم أشبهوا الانعاما

لِلّه ما للمسلمين تشعبوا

في  ملكهم وتقسموا اقساما

قطعوا الاواصر واستحلوا قطعها

ابد  الابيد وشققوا الارحاما

وتفرقوا فرقاً وكانوا قبلها

اقوى  العناصر ألفة ووئاما

لله لو عاد الذي سن الهدى

ومحى الضلال وكسر الاصناما

ورأى  جمود المسلمين وحالهم

لمضى يبدل غيرهم اقواما

او ليس فيكم من طبيب حاذق

يصف  الدواء فيبرئ الاسقاما

اشكو  من الداء الذي قد شفكم

مثل  المريض اذا اشتكى الآلاما

اني  اخص  الراحلين بلفظة

تبقى السنين وتخلد الاعواما

ان  جئتم ارض العلوم وصرتم

فيها فمروا صالحين كراما

سيروا على سنن الهداية تبلغوا

اسمى المراقي ذروة وسناما

لا ترجعوا مثل الاولى رجعوا لنا

وهم  اقل من الدبى احلاما

باريس  روض للحسان ومسرح

يحوي  الظباءَ ويكنف الآراما

فحذار من كيد الحسان فانه

يسبي  الحكيم ويصرع الضرغاما

غضوا كامر اللَه من ابصاركم

تحيوا العفاف وتقتلوا الآثاما

اياكم كيد العدو ومكره

ان  قال  عذلاً او أصر ملاما

تهدي المحب الى الهوى عذاله

فتزيده في خوضه اقداما

ذو النفس ان يرض السماك مطية

يأب  المجرة ان تكون زماما

واخو النهى يرجو من العيش العلى

واخو  الجهالة ملبسا وطعاما

كونوا  كما كان الأئمة انهم

صقلوا  العقول وهذبوا الافهاما

كانوا كواكب يستضاء بها اذا

ما  اربد جو المعضلات وغاما

كرهوا الملوك الظالمين شعوبهم

وحرٌ  بهم ان يكرهوا الظلاما

كم هددوا بالفادحات وكم قضوا

بين السجون على الطوى اياما

وقفوا  امام الغاشمين مواقفاً

بلغوا  بها الاجلال والاعظاما

لو كان بغيتهم حطاما او غنى

نالوا كما شاؤووا غنى وحطاما

لكنهم خافوا الاله فما خشوا

للظالمين  تغطرساً وعراما

شادوا معاهد للنهي ومدارجاً

ربوا  بها الارواح لا الاجساما

فاذا  فعلتم كنتم أعلى الورى

كعبا وارسخ في العلى اقداما

عودوا الى مصر كباراً في الحجى

تسديكم الاكبار والاكراما

وتفاخروا بذكاء مصر لعلهم

يوم  الرهان يطأطئون الهاما

وتقلدوا  صبر الكرام وجردوا

منه الغداة مهنداً صمصاما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد نسيم

avatar

أحمد نسيم

مصر

poet-Ahmed-Naseem@

160

قصيدة

2

الاقتباسات

12

متابعين

أحمد نسيم بك بن عثمان المصري القاهري. شاعر مصري. ولد سنة 1878م وتعلم وتوفي بالقاهرة سنة 1938م . كان يلقب بشاعر الحزب الوطني. في شعره جودة ورقة. وكان موظفاً في ...

المزيد عن أحمد نسيم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة