الديوان » مصر » عبد الحليم المصري » ناديت شعبا بوادى النيل لو سمعا

عدد الابيات : 40

طباعة

ناديتُ شَعباً بوادى النيل لو سمعَا

وجئتُ  مستشفعاً بالشعر لو شفعَا

يا ساكنى مِصرَ حيَّا اللهُ جيرتكم

ردُّوا فآخذَ فى التّسيار أو أدعا

يقول لى الناس قد أحسنتَ قلت أجل

أحسنتُ لو كان شعري بينكم نفعا

لا أبتغى المَدحَ فى مصرٍ على أدبى

وإِنما ابتغى أَن نشرئب مَعَا

ما  الأمرُ أن تُعجبوا بى شاعراً فاذا

طال المدى عدتمو فى أمركم شِيَعا

كم بتُّ آسُو جراحاً قلما برئت

وكم وصَفتُ دواءً قلما نجعا

كم  يائس قالَ لا أسعى الى أملٍ

فالمرء  تُفقده الآمالُ ما جَمَعَا

فقل له إِننى نعم الضمين له

بما  يؤمل إِن أرشدتُ فاتبعا

يا قومُ كم مصبح وسنانَ فى تَرَفٍ

والموت  ممسٍ على الآجالِ مطَّلِعا

يا قومُ لاَ تركبوا من وهمكم أملاً

من  يركب الوهم فى آماله وقعَأ

جفوتم النيل في البطحاء وهو على

جفائكم كلما أستسقيتمو ترعا

خصبٌ ترعرع فيه العودُ ذا غُررٍ

محجَّلَ الساق لو ناديتَه لسعى

يا  قائمين بأمر النيل لا تذروا

سبيل  مصرَ الى العلياء منقطعا

إِنَّا انتخبناكمو يا قومُ فاستبقوا

إِن الشُّجاع اذا ما استُنِجد ادَّرعا

من كلّ غضبان كالرئبالِ معترِكاً

إِن صارعوه على أشبالهِ صَرَعا

فأطلقوا قِطعَ الأقلامِ واردةً

فإنها تبصرُ الميدان متَّسِعا

وحرروا لغةَ القرآن واعتصموا

بالدِّينِ فى كل أمر يُوجب الفَزَعا

وعلموا  فقراءَ الشعبِ واغتنموا

أجر اليتيم اذا ما لونه امتقعا

كم  من فقير غبارُ العسرِ جلَّله

حتى اذا نفَضته يُسرةٌ بَرَعا

يا  راقدين  أطالَ الليلُ غفلَتهم

أَلاَ افيقوا فإنَّ الصبحَ قد طلعا

واسعَوا  الى شرفاتِ المجد أو تصلوا

إِن  الهلال اذا رام التمام سعى

زقا  صدى من قبور السالفين فهل

دوَّى فذكَّر منكم ناسياً فوعى

لم  يبقَ إِرثٌ سوى أخلاقهم فاذا

ولَّت  غدونا  على آثارها تبعا

يسدّد  الغربُ خطَوَ المعجزات ولا

يقلِّدُ  الشرقُ إِلاَّ اللهوَ والبِدعا

إِن قام يشرع فى محمودةٍ رجلٌ

فحسبه  من تمام أنه شرعا

جربتمو  أن تكونوا قانِعِين بما

رُزقتموه فهل جرَّبتم الطمعا

ليتَ الرئيسَ الذى استرضوا رياسته

إِن شدَّ بالناس رحل المجد لن يضعا

فأذكر لها الفضل داراً أبلغتك بها

أفقَ  الرياسة واسهر إن فتى هجعا

واشدد  يديك بسعد والتفت تره

نعمَ الشِّهابُ اذا استهديته سطعا

رأيتُهُ  فرأيتُ الروضَ متَّسعاً

والدهر مستمِعاً والخَلقَ مجتمِعَا

ليتَ الغَمامَ الذى أمسى يظلّلنا

من لفحةِ الحَرِّ إشفاقاً بنا همعا

ليتَ الليالى التى طاح الزمان بها

تلوى ويلتئم الشمل الذى انصدعا

قالوا لىَ الصمت قلتُ القولَ فارتعدوا

خوفاً علىَّ وما صمتُ امرىءٍ جَزِعا

وأبلغونى أموراً ما اقتنعتُ بها

حتى اذا عثرت بى عدت مقتنعا

أأشتكى الجوع فى مائى وفى شجرى

ويشتكى ظالمى فى ظلها الشِّبعا

ما  أضيعَ المرء فى دار اذا استبقت

فيها الغيوث ورجى جرعة مُنِعَا

وكيفَ  أحيا بوادٍ جوُّه كدرٌ

لو يبعثُ الله فيه البرقَ ما لمعا

وكيفَ أشكو وأرضُ الله واسعَةٌ

وكل  حيٍّ قطينٌ حيثما انتفعا

قرباً  وإِلا فإنى طائرٌ غَرِدٌ

إِن  يدَّكر وكرَه في بعده سَجَعا

يَفنَى الوجودُ وتبقى كلُّ صالحةٍ

والمرءُ  فى صُحُفِ التاريخِ ما صنعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحليم المصري

avatar

عبد الحليم المصري

مصر

poet-Abdel-Halim-Al-Masry@

69

قصيدة

1

الاقتباسات

10

متابعين

عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري . شاعر يصنف من هم شعراء الوطنية في العصر الحديث وهو من شعراء مدرسة المحافظين، قارب النبوغ وحالت منيته دونه. ولد في قرية "فيشا"سنة ...

المزيد عن عبد الحليم المصري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة