الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » المساكنة - زواج التجربة!

عدد الابيات : 35

طباعة

إنْ شَرَّعَ الإنسانُ للإنسانِ

  واستشرَفتْ مَنظومة الطغيانِ

  والجاهلية أنشَبَتْ أظفارَها

  حتى غدا الإنسانُ كالحيوان

وبغى بباطله الجَهولُ ، وما ارعوى

  للحق يُشْهِرُ مَبدأ الإذعان

وانساقَ مُعتمداً على أهوائه

  حتى يُشَرعِنَ فِتنة الشيطان

وأطاعَ كلُّ مُعربدٍ نزواتِه

  ومضى يُغلّبُ ثورة الشَّهوان

واستسلمَتْ للمُجرمين عَقائلٌ

  فإذا بهن دَواعرُ النسوان

واستوردَ الأقوامُ ألوانَ الخنا

  وطرائقَ الإفساد والعِصيان

إنْ أصبحتْ دِيناً صَنائعُ هزلِهم

  والحقُّ ضاعَ لصَولة الأديان

فأقمْ على دنيا الخلائق مأتماً

  وابكِ الضياعَ جنى على الإنسان

الغربُ جندَلنا بشَرِّ سُفولهِ

  وأعادَنا لعِبادة الأوثان

وُثُنٌ تمثَّلُ في التقاليد اعتلتْ

  مَتنَ التحلل شاعَ في البُلدان

وأعارَنا وَثَنَ السقوط مُفتناً

  يُودِي بنا في السرِّ والإعلان

مِن فسقه بَرىءَ (المسيحُ) وهديُهُ

  إذ جاء بالتوحيد والإيمان

ودعا إلى الأخلاق قوماً أعرضوا

  بل قابلوا بُشراه بالعُدوان

لمَّا يَعُدْ فيهم رَشادٌ أو هُدىً

  وديارُهم خمِّتْ مِن الخسران

ودَعَوا إلى حُرِّيةٍ مَزعُومةٍ

  ونكالها ما كان في الحُسبان

طاشتْ مَوازينُ التحضُّر عندهم

  وهوى النفوس يُخِلُّ بالميزان

فإذا بمجتمع يُدَمِّرُه الزنا

  ومِن الترَدِّي والهوان يُعاني

وأراه فاجأنا بأحقر عادةٍ

  بالله ما خطرتْ على الأذهان

قالوا: (المُساكنة) البريئة دَأبُنا

  بين البنات تكونُ ، والشُّبَّان

في غرفةٍ قد رَحَبتْ بثلاثةٍ

  مِن أحقر الأجوار والسكان

ببُنيَّةٍ مَرضية ، وبجارها

  وبثالثِ المجموعة الشيطان

أغرابُ ما بين الثلاثة كُلفة

  وسيدفعُ الإيجارَ بعدُ اثنان

هذي الخَريدةُ ، والمُكَرَّمُ جارُها

  ماذا العلاقة أيها الجاران؟

أخَوان؟ لا زوجان؟ لا ماذا إذن؟

  إن العلاقة صُحبة الخِلان

هي زوجة إن شاء دون مَواثق

  لا ضيرَ ، هذي عِشرة الأخدان

هي جارة وجوارُها متحققٌ

  بين المساكن دونما استهجان

هي أختُه إما أراد إخاءها

  لا شيء أجملُ مِن عطا الإخوان

وهنا سؤالٌ حائرٌ يغشى الحِجا

  ويُريبُ قطعاً كل ذِي رُجحان

في شَرع مَن هذا التفحُّشُ جائزٌ؟

  هل أضحتْ الأبياتُ سُوق غواني؟

قالوا: يُجرِّبُها ، وبعدُ يُحبُّها

  ثم الزواجُ تتمة البرهان

إذ بالتجارب تستبينُ مناقبٌ

  لمَّا تُشاهدْ قبلها العينان

هذا انحطاط لا سبيل لوصفه

  وإذا استُحِلَّ فخصلة الكُفران

لو نافعٌ لأحَله ربُّ السما

  ولجاءنا في شِرعة العدنان

يا ربِّ جَنبْنا الفسوق وأهله

  إنَّ اتباعَ الفسق شرَّ هَوان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1935

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة