الديوان » إسراء حيدر محمود » صَرْخَةُ حَقّ

عدد الابيات : 59

طباعة

 

حَيِّ الشَّهيدَ وَهَلِّلْ ساعَةَ الْفَجْرِ 

دَمُ الشَّهادَةِ يُحْيي يافِعَ الزَّهْرِ 

 

هذي فِلَسْطينُ تَرْوي الأَرْضَ بِالطُّهرِ 

في غَضْبَةٍ قَطَرَتْ، وَالْجودُ بِالْقَطْرِ  

 

سَيَذْكُرُ الْقَوْمُ وَالْأَيَّامُ شاهِدَةٌ 

أَنَّ الرِّجالَ بِها مِنْ غابِرِ الدَّهْرِ 

 

مَهْرُ الْكَرامَةِ في الثُّوّارِ مِنْ أَزَلٍ 

هُمْ واثِقونَ بِأَنَّ الْعِتْقَ بِالصَّبْرِ 

 

الشَّاحِذونَ لِيَوْمِ الْحَقِّ هِمَّتَهُمْ 

وَالْباذِلونَ لَها روحاً مَدى الْعُمْرِ 

 

فَأَوَّلُ الْغَيْثِ مَوْكولٌ بِهِ أَمَلٌ 

مِنْهُ الضِّياءُ أَتى مِنْ حَيْثُ لا تَدْري 

 

شيرينُ يا صَوْتَ حَقٍّ لَيْسَ تَكْتُمُهُ 

رَصاصَةُ الآثِمِ الْمَوْسومِ بِالْغَدْرِ 

 

كادَ الْعَدُوُّ، وَكانَ الْكَيْدُ دَيْدَنَهُ 

بِنْتُ الْكِفاحِ تَرُدُّ الْكَيْدَ في النَّحْرِ 

 

لا تَعْجَبوا إِذْ زَهَتْ، فَالْمِسْكُ عَطَّرَها 

وَالْخَدُّ راقَ بِدَمْعٍ، سالَ كَالدُّرِّ  

 

يّضوعُ بِالْطِّيبِ راحُ الْحُزْنِ مُبْتَهِجاً 

وَكَالنَّدى فَوْقَ قَبْرٍ حَطَّ في يُسْرِ 

 

وَيوسُفُ الْحُلْوُ، كيرلي شَعْرُهُ، لَمَعَتْ 

مِنْ أَجْلِهِ نَجْمَةٌ، وَاخْضَلَّ بِالْجَمْرِ 

 

!!مَنْ لِلْبَراءَةِ مِنْ تَدْنيسِ عِفَّتِها

وَهَلْ سَتَصْحو بِلادُ الْعُرْبِ مِنْ سُكْرِ !!؟

 

مَرْحى لِأَرْضِ النَّدى، إِنْ فاضَ زَمْزَمُها 

أَرْوى يَباباً، جُمانٌ مَدَّ في التِّبْرِ 

 

وَالْعَيْنُ تَنْظُرُ لِلْأَحلامِ في شَزْرِ

فَازَّلْزَلي وَأَزيلي غُمَّةَ الْقَهْرِ  

 

يا قِبْلَةَ الشَّوْقِ تيهي وَابْلُغي قِمَماً 

فَمْنْ رُباكِ يَجيءُ الْمَوْتُ بِالسِّحْرِ 

 

صَحائِفُ النُّورِ زَفَّتْ لِلْمَدى شُهُباً  

ما رِيعَ قَلْبٌ سَعى لِلْفَوْزِ بِالْأَجْرِ 

 

غَيْرانُ يَدْفَعُ ضَيْماً عَنْ ثَرى وَطَنٍ 

لَبَّى النِّداءَ بِفِعْلٍ صادِقِ الْأَمْرِ 

 

تَعَطَّلَتْ حينَ وَصْفِ الْحُسْنِ قافِيَتي 

حُروفُها ثَمِلَتْ مِنْ صادِقِ الشِّعْرِ

 

أَرْضُ النُّبُوَّةِ فيها الدُّرُّ مُنْتَظِمٌ 

لا تَبْكِ غَزَّةَ إِنَّ الْفَصْلَ بِالْحَشْرِ

 

المَجْدُ لِلشُّهَداءِ النَّائِمينَ بِها 

أَوْفوا بِنّذْرٍ وَنالوا الْغُنْمَ بِالنَّصْرِ 

 

وَالرَّمْلُ مِنْ جِلْدِهِمْ ما زالَ مُنْسَكِباً 

وَالرُّوحُ لاهِثَةً وَالْقَلْبُ في ذُغْرِ 

 

أَما تَرى شُهَداءَ الَفَجْرِ إِذْ عَبَروا 

!!نَحْوَ السَّماءِ، وَباروا النُّورَ بِالنُّور      

 

،بَيْنَ الرَّجاءِ وَبَيْنَ الْخَوْفِ كَمْ عَلِقوا

في قَلْبِ غَزَّة شَحْذُ النَّصْلِ لِلنَّحْرِ

 

طوبى لِمَنْ سَقَطوا في النَّارِ وَانْتَثَروا 

طوبى لِمَنْ رَحَلوا في نَشْوَةِ الْعِطْرِ 

 

قَلَّ الْوَفاءُ بِأَرْضِ الْمَجْدِ قاطِبَةً

بَحْرٌ يُراوِغُ بَيْنَ الْمَدِّ وَالْجَزْرِ 

 

باعوا بِبَخْسِ وَسادَ الْجَهْلُ بِالْفِكْرِ 

 ساروا إِلى سَقَرٍ قي نَفْخَةِ الصُّورِ 

 

فَالنَّفْسُ عافَتْ دُروبَ الْعارِ في زَمَنٍ 

باتَ النَّفيسُ بِهِ ضَرْباً مِنَ النَّزْرِ 

 

لِلهِ دَرُّ الْمَنايا، كُلَّما عَصَفَتْ 

رياحُها، اقْتَلَعَتْ بِذْراً مِنَ الْجَذْرِ 

       

فَالْجُرْدُ قَدْ صَهَلَتْ بِالْحَقِّ وَانْتَفَضَتْ

خَرَّتْ لِرُمْحِ الْمَعالي جَبْهَةُ الْبَدْرِ 

 

وَالطِّفْلُ يَصْرُخُ بَيْنَ الْبَرْدِ وَالْحَرِّ 

وَالْعَيْنُ ما طَرَفَتْ في هَبَّةِ النَّصْرِ 

 

نَثْرُ اللَّآلِئِ كَفَّ الْكَفَّ عَنْ وِزْرِ 

وَالْغَيْثُ أَيْسَرَ بَعْدَ الْ كانَ مِنْ عُسْرِ 

 

شَعْبُ الصُّمودِ بِأَرْضِ الْمَكْرُماتِ غَدا 

بِالنَّدِّ يَنْسِجُ بُرْدَ السُّنْدُسِ الْخُضْرِ 

 

حُماةُ غَزَّةَ مَوصولٌ بِهِمْ شَرَفٌ 

لِلْمَجْدِ وَالْعِزِّ وَالْإِيثارِ وَالْفَخْرِ 

 

تَأَزَّروا بِوِشاحِ الثَّأْرِ في ثِقَةٍ

ما الْفَخْرُ إِلاَّ لِأَهْلِ الْعِتْقِ وَالْبِرِّ 

 

هذا التُّرابُ زَكِيٌّ، عاطِرُ النَّشْرِ  

فيهِ الشَّهادَةُ تَمْحو الذَّنْبَ بَالظَّفْرِ 

 

هذي فِلَسْطينُ قَدْ أَرْخَتْ نُبوءَتَها 

تَحَصَّنَتْ بِسِلاحِ الْحَمْدِ وَالشُّكْرِ  

 

وَأَعْلَنَتْ بِالدَّمِ الْمُنْسابِ ثَوْرَتَها 

وَالْغَيْظُ أَحْرَقَ أَهْل الْخُبْثِ وَالْمَكْرِ 

 

فَوْحُ الشَّمائِلِ بِالْأَرْجاءِ قَدْ عَبَقَتْ 

فَاعْقِدْ رَجاءَكَ في سِرٍّ وَفي جَهْرِ 

 

كَمْ حَدَّقَ الْلَّيْلُ يَنْوي نَشْرَ عَتْمَتِهِ 

لكِنَّهُ الصُّبْحُ يَمْحو الْعَتْمَ بِالْبِشْرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إسراء حيدر محمود

إسراء حيدر محمود

13

قصيدة

شاعره واديبه اردنيه تخرجت من قسم اللغه العربيه بالجامعه الاردنيه واصدرت ديوانين شعر مطبوعين

المزيد عن إسراء حيدر محمود

أضف شرح او معلومة