الديوان » محمَّد سند الشمَّري » وقفت على الكثيب أروم أمراً

عدد الابيات : 30

طباعة

وقفت على الكثيبِ أرومُ أمراً

ومن خلفي العذولُ يرومُ أمرا 

لقد أجهشتُ في دمعي كثيراً

وكان الدمع من عينيَّ حرَّى 

وما قد قلت أفٍّ في زمانٍ

وإن عزَّ الزمانُ عليَّ وطرا 

وواجهتُ الحياة بكُلِّ رحبٍ

عشيَّةَ يسرها قد عاد عسرا 

وحين وجدت في التفريق خيراً

أضرَّ بيَّ الفراقُ وزدت ضرَّا 

فلن تشقى إذا ماقلتَ عنَّي

على مضضٍ أعيشُ العمر قهرا 

لأنًّي منذ صغري لستُ حيَّاً

ولستُ على صعيد العيش حرًّا 

عزائي إنَّ في موتي خلوداً

تجسَّدَ من جزيل القول شعرا 

وحسبي إنَّني للمجد أسعى

كما يسعى حثيثٌ أن يبرَّا 

ولستُ بذي غرورٍ غير أنَّي

إذا فاخرتُ قوماً زدتُ فخرا 

فصرتُ إلى القصائد طوع نفسي

لأمدح سيًّداً عَلَماً أغرَّا 

هو الفيضُ المدادُ بلا نفادٍ

إذا أبصرتهُ أبصرتَ بحرا 

هو الأسدُ الذي لابُدّ منهُ

تخرُّ لهُ أسودُ الغاب خرَّا 

وليس كمثله سمحٌ دميثٌ

حوى في خُلقهِ ليناً ويسرا 

وأسرع بالإجابة من شقيقٍ

إذا ماكنتَ تستدعيه نصرا 

لعمرك إنَّه حرٌّ كريمٌ

وخير الناس من قد كان حرَّا 

لعمرك إنَّه قد ساد فينا

فصار لنا مع الأيَّام ذخرا 

أبيٌّ لا يفرُّ من الأعادي

وإن كان الصوابُ بأن يفرَّا 

شجاعٌ لايشقُّ له غبارٌ

كحدِّ السيف أمضى أن يطرَّا 

وأحرى أن يُناخ له ركابٌ

وتُنحر زاملات العيط نحرا 

وأحرى أن يُقال له إمامٌ

ويُدعى سيَّداً عَلَماً أغرَّا 

حمى الدينَ الحنيفَ وقال قولاً

فأمسى قولهُ للناس ظفرا 

لهُ (عينٌ١) يخافُ اللهَ فيها 

أبرَّ بها الثكالى ما أبرًّا 

تدرُّ على البلاد بكُلِّ خيرٍ

وما بدَّلتَ يوماً أن تُدرَّا 

وتسعى للجميل وأنت منهُ

بمنزلة الذي قد كان حصرا 

ومَن قصد المعونة منكَ يوماً

فقد أكرمته سرًّاً وجهرا 

تلاشى كُلُّ علمٍ حدتَ عنهُ

وعلمك لم يزل نوراً وفكرا 

ووجهك قد أنار الدربَ ليلاً

تجلَّى في حشا الظلمات بدرا 

لأنَّك أنت أسمى الناس خلقاً

وأوفى الناس بالإحسان شُكرا 

لأنًّك قائمٌ مازلت فينا

إذاً عاش العراق وعشتَ دهرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمَّد سند الشمَّري

محمَّد سند الشمَّري

23

قصيدة

شاعر عربي من بغداد اكتب الشعر منذ نعومة أظافري..

المزيد عن محمَّد سند الشمَّري

أضف شرح او معلومة