كان باب السماء مفتوحًا
حين قبلتِ رهاني على عشاء العمر
يا رهان العمر الأخير
وقلتِ: إن لم تزرع السماء لي بهجة
فستلقى مصير الخاسرين
التائهين على جسر الخيبة المر
***
فقامرت بقلبي على أطباقٍ لا أعرفها
ووضعت غروري على حد سكين وشوكة
ومنديل معطر بالليمون والياسمين
وكأس نبيذ أحمر وكرز وتوت بري
ودُرت أبحث في موائد العالم
والكتب القديمة والوصفات الفرعونية
وبرديات الطهو الشرقية.. والفارسية
ومطبخ قصر السلطان والقدور في الحقول والأكواخ
وماذا كانت تأكل ست الحسن وسندريلا وقطر الندى؟
وأهيم في حارات بلدتنا القديمة لساعات
أُحدِّث النوافذ والشرفات
اسأل الروائح والألوان والأصوات
عن أسرار أطباق أمي والجَدَّات
وأجوب الموانئ غريبًا.. أجرب كل المذاقات
حلو ومر.. ولاذع وسكر وعذب فرات
وكيف يطهو الإيطالي والهندي والفرنسي
وقلبت السهول والجبال والوديان
وخالطت السحرة والجان والغجر أسأل
عن عشبة للفرح.. للنشوة..
للانتشاء.. للشهوة
عن نكهةٍ تفتح نوافذ الدهشة في قلبك المختال
عن مذاق من رحيق قبلة لا تنتهي
وأرمي الملح كالنرد على وجه الصحون
والفلفل والكمون والكركم
ولأناقتك أرش القرفة والزعتر
والحساء أُقلِّبَه على مهل لكي يرتاح من قلقه
ألا تأتي..
وأزيد النار في قلبي لأصهرك سيلًا
من الشربات المكرر على حلوى من الشفتين
للنهدين..
ورتبت لوحات الحوائط
كي أفتح معك حوارًا عنها
ووضعت موسيقى الجاز القديمة
وسقيت نباتات الزينة كي تبدو ندية
وأفتح معك حوارًا عنها
وأملت الوسائد على المقاعد كي تبدو مريحة
لخاصرتك
وتتهيئي للبوح عنها
وأبحث عن شمعتين وشمعدانين.. فلا أجد
فأحدثني: هكذا أفضل.. أفضل جدًا
كي لا أكون بعد كل هذا رومانسيًا جدًا
وجُلت مثل الطفل ينتظر الهدية
أنا وعقرب الساعات نطالع بعضنا
وملت من مرات ترتيبي المزهرية
وملل الانتظار يفترس ما تبقى مني
وفي قلبي حرب أبدية
قلتِ: لن تفلح محاولات العاشق في إثنائي
فأنا امرأة سعيدة بأسراري..
هيا اترك للهواة الاحتفال والصخب
وتعالى نرقص في طرب..
في غضب..
حتى الشمس.. بلا تعب
قلتُ: كل الذين ماتوا منذ أن اخترعوا البشر
ولم يعرفوكِ..
عرفوا معنى الخسارة في القيامة
فكيف أظلم حُسنك
حين أقارن بينه وبين ذات الجمال في تكوينه
2
قصيدة