الديوان » باسل الحجاج » حكاية عامل

قال لصحبتهِ ما لا يقال 

في يقين حالم مستفيق: 

"في المرايا ما نحن إلا ظلال

لو أطلنا ملهاة التحديق!"

وما تجاوز الثلاثين ذلك الرفيق

ما عثر حتى في فردوس الخيال

على جزيرة الكنزِ المفقودة

وما تكحلت عيناهُ بخشبيّ الصناديق

فقدناه في مناجم الفحم والأهوال

تماماً كما يفقد قرصانٌ غريق!

كان حتماً رثاؤهُ دون سؤال

بعض الأسئلة أغلال الرقيق

على قبره البسيط الجلال

نقشنا قمرًا وحزناً عميق:

"في حقول الأعمال

كنتَ ممن يطفئون الحريق

كنتَ بطلاً من الأبطال 

ساعدنا على رسم الطريق

والآن إذ تُزمع الترحال

نتمنى لك الظفر والتوفيق!

بعض البطولة ريشةٌ 

ألوانها ضوء شديد البريق

فإن غيّبك عنّا الزمان

تظلُّ في الذكرى عطرًا صديق!"

لم نكن نحسن صوغ الأقوال 

أو نظم رثاءٍ حسن التنميق

في جنازةٍ خجولة الحضور

تشوبها سحنة الحياء والكلال

وتلوّثها جوقة الغربان بالنعيق

كنا مجرد زمرة من الرجال

أمام صمت الموت 

تحسُّ شيئاً من الضيق!

والأخيار دوماً بلا صوت

يغادرون سراعًا على أية حال 

ولا تنبت على قبورهم النائية

أشجارٌ من اليقطين

لعمري إنّ ذلك أمرٌ حزين!
 

تمت

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن باسل الحجاج

باسل الحجاج

62

قصيدة

شاعر من المملكة العربية السعودية. صدرت له مجموعة شعرية بعنوان "النهر والغريب ومرثية الأقمار المتساقطة"

المزيد عن باسل الحجاج

أضف شرح او معلومة