رأيتها فقلت هذي يا أمي المرام
سمراء هيفاء في شرخ الصبا
و حسان الأرض كلُهمُ فداها
سبحان من جعل البشاشة
و الوداد ثوبا من بهاءٍ فكساها
ظبية تزهو بريعان الصبا
و نور الدرب من نور سناها
سيل من الشهد يسري الحديث
حينما تفتح فاها
أو هديل مطوقة ورقاء
راحت تغني في اوج علاها
همسات حبنا الأولى لم يزل
يرن في رأسي صداها
تمنيت لو اني حين عشقت الحور
كنت ذو مالٍ و جاها
و بنيت قصرا من رخام و حديد
و حراس لكي احمي حماها
و أحفر بيدي الصخر العنيد
و بها أبلغ مناي و أبلغها مناها
و لو عشنا في قريةٍ و بها نزرع الارض
و ننعم في حب ثراها
أذَّن المؤذن بالفراق مبكرا
و افترقنا بلا وداع، بلا دموع
وبالوجد ابتلاني و ابتلاها
عرفت حين بانت تلك اللبوة الحسناء
بعد اليوم لن يرجى لقاها
ظمآن يا ليتني
كنت ارتشفت شهداً من لماها
و تغربت و نار الجوى تلهب
بين الجوانح و الضلوع و يصليني لظاها
بانت و اقترنت بالنذل بعد الصد
راغمةٌ دون رضاها
اسير في ظلمات دربي هائمٌ اتخبط في
ظلمة دهري و دجاها
لم اهنأ بيوم بعدما صدت اذ دارت بعدها
علينا الحادثات رحاها
232
قصيدة