أغريبتي كُتبَ الشقاء فاستريحي، لا تسألي روحي الكئيبة
لا تطلبي منّي التفاؤل،هو ليس إضافة تجديه في قلب الحقيبة
أغريبتي لا تحسبي أنْ قد عرفتِ كيف إلهام الفؤاد 
في القلب ما في القلب .. فدعي الرماد للرماد 
أغريبتي ما الروح حين يصبغها الخريف ويسكنها الشحوب
ماذا بوسع القلب بعد أن يأسى سوى ضخ النحيب!
ما لون أيامي العجاف سوى لون المآتم والقبور
أين الحياة؟ ما بهجة الأيام حين يلعنها الحبور؟!
أغريبتي لا تتكلمي .. الصمت أبلغ في الحياة
لا تسرفي حرفًا سُدى.. ما للكلام سوى الممات
لا تتركي ذكرى تئنُّ بعد أنْ تمضي وحيدة
أنا يائس، لا تفتحي أبواب نيراني الحقودة
لا تضربي جذرًا بقلبي، ليس فيه سوى اليباب
الماء أين الماء هل تتسائلي: هذا هجير أم سراب!
عرفَ الشقاء طريقه، وعرفتُ ما معنى الشقاء
قلب تربّى على الهموم وحضور يلعنه البقاء!
عمرًا قضيت وروحي الثكلى تبكي وما انقطع البكاء
أغريبتي هل تعرفين ما التيه ما الآلام ما هُزء الدواء!
لا تطلبي مني نهوضًا .. ليسَ يعنيني النهوض
تعبي طويل، وقلبي بَرَاهُ الهمّ فهو مهيض
مزَّقتُ أحلامي ورميتها للريح منهزمة قتيلة
ومحوتُ كل روض مشرق وأحرقتُ الخميلة
 أغريبتي لا تزعمي أن قد عُميتُ عن الوضوح
أغريبتي ما معنى التفاؤل بعد أن يفنى الطموح!
أغريبتي لا تطلبي مني الرجاء ولا الندم 
أصبحتُ شبحًا ليس يدري ما الوجود وما العدم
ومضيتُ في طوري القتيم أُذيع آهاتي اللعينة
للنار ،للأشجار، للصخر الأصم، لأرصفة المدينة
***
لو كانت الأمواج تصغي إلى صوت الغريق 
لو كانت الأمطار تصغي إلى وجع الطريق
لو كانت الأنفاس تحنو على جمر الصدور
لو كان للأوهام باب إلى الفصل الأخير 
لو كنتِ تدرين ما الكآبة وما الجحيم
لو كنتِ راسخة في البؤس الأليم
لو كنتِ تمطرين الليل أوجاعًا وأخيلة
لو كنتِ في الصمت العقيم ذاهلة 
لو كنتِ لو كنتِ .. لكنّك ما كنتِ يومًا
أغريبتي عودي إليكِ واملئي دنياكِ نغمًا
***
أنا قد خُلقت للشقاء لا أرجو من الدنيا ارتياحًا
حسبي رماداتي السخينة أعيشها روحًا وراحًا!
 
13/10/2024

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد ضياء الهباهبه

محمد ضياء الهباهبه

2

قصيدة

محمد ضياء الهباهبه مواليد ٢٠/٨/١٩٨٩ مدينة الكرك /الأردن أحمل شهادة البكالوريوس من جامعة مؤتة تخصص التربية الرياضية .. خريج عام ٢٠١١

المزيد عن محمد ضياء الهباهبه

أضف شرح او معلومة