الديوان » هشام خالد حمّاد » مرثِيَّةُ السنوار

عدد الابيات : 41

طباعة

لَعَمْري إنَّ للأحزانِ حينا

وما من مَطْلَعٍ  يَصِفُ الحنينا

أيا سنوارُ ترثيكَ القوافي

كما يرثي الفقيرُ قِرًى ثَمِينا

قتَلْتَ الشِّعْرَ فالأوزانُ ثكلى 

 تُمَنّي النفسَ عَوْدَ الراحيلنا

لِكُلِّ أسًى بذي الدنيا طبيبٌ

وللفِقدانِ ما مِنْ مُسعِفينا

إذا جاءَ النَّوى خلقًا بِحُكمٍ 

فما من مَهْرَبٍ للطائعينَا

ألا إنَّ الفِراقَ مصيرُ عشقٍ

ولا يُبقي الهَوى إلا الأنينَا

فَوا قَمَرًا تمادى في الخُسوفِ

وما بالى ظلامَ الفاقدينا

عقدْتَ بنا مآتمَ قد تدومُ 

لِحينِ زوالِ قَوْمٍ فاسِدِينا

بغزّةَ خانِ يونُسَ لاحَ فجرٌ

ملا أملًا حياةَ الحالِمينَا

أطاحَ به الأعادي في السُّجونِ

فكان لهم كمن ناغى جنينا

وبعدَ خُروجِهِ طُوفانُ مَجْدٍ

أبادَهُمُ فكانوا مُغرَقِينَا

وَليسَ على العَدُوِّ بذاكَ لَوْمٌ

فما الجُهَّالُ قطُّ دَنَوْا فطينا

وَ سنوارٍ سخيٌّ في القِتالِ

تُسَدُّ به سِغابُ السائلينا

إذا وَطِئَ المعارِكَ فالجيوشُ

سُكارى مِن وَقارِ القادمينا

فإنْ حَمِيَ الوطيسُ على الأعادي

 تناعَوْا قبلَ لُقيا العازِمينا

ولو أبصرتَ أرضًا كانَ فيها

 ترى جِيَفًا تَسُرُّ النَّاظِرينا

سَلُوا يَحيَى عن الميركاڤَ لمّا

رماها في لهيبِ الحارِقينا

فَصَيَّرَها كتَنُّورٍ مُطيعٍ  

كَوَى جوعًا رقابَ الأرذلينا

ومذْ طَعِمَ الثرى منهم شِواءً 

ميادينُ الوغى بصقَتْ مُشينا

لمثلِكَ غَنَّتِ الراياتُ فخرًا

برَدِّكَ قاهِرَ المُستضعفينا

لَذكراكَ الأبيَّةُ في الكِفاحِ 

مُعَطِّرَةٌ عُقُولَ اللاحِقينا

فَحَوْلًا كاملِاً واجهتَ جَيْشًا 

أذقتَهُمُ بِهِ وَحْلًا وَ طِينا

على عَرْشٍ مِنَ الأمجادِ تغزو 

مزاعِمَ مَن لنا نَصَبُوا الكمينا

وَ وَحدَكَ و الصهاينةَ الحُثالى 

ولم تَجِدِ المُغيثَ أَوِ المُعِينا

بدوْتَ بلا العَتاد ولا الجوادِ

كخيّالٍ  يُجاري المُعجَبينا

أتاكَ الضربُ مِنْ أرضٍ وَ جَوٍّ

وعزُّكَ شامِخٌ يحمي العرينَا

كأنَّكَ والرَّدى تتشاركانِ

كُؤوسًا مِن فَخارِ الأَوَّلينا

فمجدُكَ صامِدٌ يأبى السقوطَ

كرايةِ جعفرٍ للمُسلِمينَا

فأنتَ بِآخِرِ الأنفاسِ ترمي 

عصًا شقّتْ عُيونَ الصاغِرينَا

عصًا لانت لها أُسُدُ الجبالِ 

فكيفَ لِأَكْلُبٍ ألَّا تلينا

وروحُكَ بعدَ ذاكَ رَأَتْ مَقامًا

عزيزًا عندَ ربِّ العالَمينَا

فإذ هي ترتقي نحوَ السماءِ 

تُودِّعُ بالدُّنى نَصْرًا مُبينا

ترى طوفانَ أقصانا المَجيدَ 

يمدُّ يدًا لسيِّدِه حزينا

ألا ساءَتْ وُجوهُ الشامتينَ

بِقتْلِكَ يا أميرَ المؤمنينَا

وجوهُ بني قُريظةَ والنَّضِيرِ 

خنازيرِ الحجازِ مدى السنينَا

لأبناءُ الزُّناةِ أشدُّ حِقْدًا

عليكَ مِنَ اليَهودِ الغابِرينَا

أطوفاني فلا تعجبْ مقالًا

يعودُ لِخائفينَ وخائنينَا 

فما أثنى الجَبانُ على شُجَاعٍ 

ولا الخوّانُ قد أطرى الأَمينا

وَلمْ يَمقُتْ مُرادَ الحُرِّ يومًا

سوى كَلبٍ يُطيعُ الظالمينا

فهل مَنْ يبتغي نَيْلَ الجِنانِ

كَمَنْ يُسقى النِّفاقَ وَقَدْ أُهينا 

فما ضرَّ الشَّهيدَ صُراخُ مِسْخٍ

وما إفْكٌ علا أبَدًا يَقينا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن هشام خالد حمّاد

هشام خالد حمّاد

4

قصيدة

السلام عليكم… أنا هشام… شابٌ أردنيّ من أصولٍ فلسطينيّة، أمضي في العام الثالث والعشرين من عمري، درستُ اللغةَ العربيةَ وآدابَها في مرحلتي الجامعيّة، وحاليًا أعملُ مُعَلّمًا، وموهبتي نظمُ الشعرِ

المزيد عن هشام خالد حمّاد

أضف شرح او معلومة