عدد الابيات : 20
هل لطبْع في الخلق كانت نِهاية
ثم خصَّتْ يوماً سِواه بداية؟
الطباعُ تبقى ، وتمضي الدَّعاوَى
بين طبع فرقٌ يُرى والدَّعاية
مَن يعِشْ يُدركْ مِن طِباع البرايا
ما يُغطي سَرداً لألف حكاية
هل حِمارٌ لم يَرفس الناسَ يوماً؟
إنما الرفسُ للحمير هواية
كيف يحيا ثورٌ بدون نِطاح؟
إنما النطحُ جُنة ووقاية
هل كلابٌ تحيا بغير نباح؟
كل نبح له سِجالٌ وراية
هل يعيشُ قط بلا خرمشاتٍ؟
إن طبع التخميش للقط آية
فاصبروا يا أهل العطا ، واستطيبوا
في سبيل العطاء أعتى نِكاية
كل بذل تنتابُه عَرقلاتٌ
مِن أساها يطغى الجفا والشكاية
كم جهول يُسيئ في الناس ظناً
واضعاً للمعروف أخزى نهاية
كم غشيم يُوشِي ليوقد ناراً
ليس نارٌ تكوي كنار الوشاية
كم سفيهٍ يؤذي بغير اكتراثٍ
عيشُهُ يَحلو باختلاق الإذاية
كم غوي ضاقتْ به ذاتُ بين
أفسدتْها بين الأنام الغواية
فاعتنوا يا أقوامنا بالتصافي
فالصفا يدعونا لبذل العناية
إن لمَّ الشمل المُبعثر فرضٌ
واحتسابُ الجهود أنبلُ غاية
واذكروا ما أوصى (النبيُّ) مِراراً
ربما أجدَتْ في الخِلاف الوصاية
هل كمثل هَدي (النبيِّ)؟ أجيبوا
لم يَمُتْ حتى خصَّنا بالهداية
واحذروا مِن أهواءَ تجني علينا
إن صُنع الأهواء أنكى جناية
قوم فاسعوا إلى الخيور احتساباً
إن بذل الخيور أجدى سِعاية
1954
قصيدة