الديوان » صالح المنديل » رعاة الغنم

و قفت في حر الهجيرة ارعى غنمي

و ارتشفت الماء من سُقم الغدير

ما اقسى وهج الشمس في الظهيرة

و غدا وجهيَ اسفع من لفح السعير

الشمس اطبقت على سطح البسيطة

حتى تبولت دماً من وطأها الحمير 

جودي علينا يا سماء انا نستغيث

فوددنا بغبار السافيات نستجير

خيّم اليأس على القرية و الاسى

و شهدت بها الغربان اسراب تطير

كفي اللوم عني فلن تجدي الملامة

فكلانا  في هذه القرية عبدٌ و أجير

شقيت بها حتى جفت اقدامي من

الصبر و تجرعت بؤساً ما له قط نظير 

فاذا كانت تصاريف الحياة هكذا

فبئس مورداً  لها و بها ذاك المصير

اذا شهدتها تقول أهذه دنيا تعاش

يعقبها حساب و نار تصلى و سعيرْ

اشفقت على البهائم من جور الجفاف

بديار ليس فيها من سقف يجير

اقول لها صبرا نصمد ما استطعنا

فلا حول لنا و كلانا  في هذي اسير

اقول لها من هذي الديار لابد من رحيل

فاصبري يا نفس ريثما يأتينا البشير

انني أُخبرت أن في المدينة ناس تشرب

 شهدا والغانيات ترتدي ثيابا من حرير

لكن دونها سور منيع يحمي اهلها

و الدرب نحوها ملغوم طويل و عسيرْ

لا تلمني يا ابي على الرحيل و دعني

اسلك الدرب فاني في الملمات قديرْ

 جمعت  الحقائب و الكتب و عزمت

و احضرت رفيقا و هممتُ بالمسيرْ

سأغادر نحو ارض و بلاد فيها ماء 

حيث لا شمس تشرق و العيش اليسير

يقول صحبي ليت هذي الدار ماتت

 ليتها نهبٌ هنا يتلقفها جحيم و سعير 

يا حادي الأضغان جئت معاتبا ما اخبرت

 اني في عداد الكون محض عصفور صغير

و ما اخبرتني بأن جل الناس حمقى

و بعضهم احقاد و أضغان و شرٌ يستطير

فهذا المخبر السري و ذاك واشٍ

و ذا منافق يقبل أيدي سلطان حقير

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح المنديل

صالح المنديل

232

قصيدة

طبيب و شاعر منذ ١٩٨٢

المزيد عن صالح المنديل

أضف شرح او معلومة