عدد الابيات : 17
قلبٌ عصيٌّ قضى من دهرهِ أسفَا
والليلُ من جَفنةِ العينينِ قد غَرَفَا
كأنني من صُروفِ الحادثاتِ غَضًّا
قد أشعلوا جَذْرَها، هل يتركوا طَرَفَا؟
قلبي هَشِيمٌ قديمٌ ليس ينفعهُ
لو حنَّ من كان أو لو كان من عَطْفَا
يا ضيعةَ النَّفسِ في عمري وكلُّ مدىً
قد كان يسعى بجوفي، قد رثَى شَغَفَا
لم يبقَ لي مُنيةٌ في الدهرِ يا أملي
إلّا سلامةُ قلبٍ للحبيبِ وَفَا
أو نظرةٌ لحَشَاشَاتي أُحاولها
أو صوتُ طفلٍ لثَوْراتِ الضلوعِ رَفا
أو بَسمةٌ كنتُ أُوي نحوها هَرِعًا
عنِ الهمومِ، وبسماتُ الحبيبِ دَفَا
يا سِرَّ عمري فدَتْك النفسُ لا تقفي
على دواوينَ حزنٍ للجريحِ ذَفَا
لم يبقَ لي في غدٍ أربٌ ولا طمَعٌ
بقيّةُ الحُلمِ قد واريتهُ دَنِفَا
هذي الثلاثين أبكيها وما رَحَلَتْ
ماذا يُفيدُ عذابُ العمرِ قولُ عَفَا؟
أتيتُ بالشعرِ ما واريتُ أسئلتي
تجيءُ تملأ قِيفانَ الهوى تَرَفَا
لكنني خِفتُ من عَذلِ العَذولِ فما
أَسْهَبْتُ بالحزنِ إلّا شامخًا أنِفَا
لا شمّتَ اللهُ أعداءً لهم مُهَجٌ
كالذئبِ لا يعرفونَ العدلَ والشَّرَفَا
وحين تطغى على المهمومِ دَمعتهُ
الشعرُ أبلغُ من دمعٍ إذا ذُرِفَا
تخطَّفَ الموتُ أيامي فما وَهَنَتْ
نفسي وما قلتُ يا همَّ الفؤادِ كَفَا
كفَى بهمّي بُرهانًا على شَجني
ذُبُولُ جَفْني والجُرحُ الذي سَخَفَا
لم يتركِ الدهرُ لي شيئًا أُحَاوِلهُ
إلّا بقيةَ شعرٍ للحزينِ صَفَا
11
قصيدة