أرَجُ النسيمِ سرى فطلَّ المطلعُ

ليلٌ وأفكارٌ ونجمٌ يلمعُ

وأنا أنا ما بينَ وجدي بالذي

أخشى ، ما أرجو وما أتطلّعُ

القلبُ أكبرُ، والمواقفُ مِفْرَزٌ

والعينُ قانعةٌ، ونفسي تطمعُ

للحرِّ نفسٌ لا تميلُ إلى الأذى

والأذنُ للعذّالِ لا تتسمّعُ

فلِمَ ارتيابك؟ والسنينُ صحائفٌ

والدهرُ يعطي من يشاءُ ويمنعُ

فعلامَ تكتمُ ما تجودُ ببوحِهِ

والشعرُ يعلو بالزمانِ ويَسطَعُ

أثرت عناوينُ القصائدِ جَنَّتي

عَبَقًا، وكلُّ الأغنياتِ تجمّعوا

نَسجتُ حروفي لوحةً أَخَّاذةً

فإذا اشتهيتُ ختامَ حرفٍ يُتبعُ

يا حاديَ الأشواقِ عرّجْ، فالهوى

قد قادني وأنا الذي لا أَخضَعُ

كشَفَتْ معاناةُ الغرامِ قصائدي

والعينُ تشهدُ للغرامِ وتدمعُ

والشوقُ لا يُبقي الفتى متعافيًا

عمّا جرى، تُنبيك تلكَ الأضلعُ

فكأنها من هَزْلها ونحولها

جِذْرُ الأراكِ بلا قِيادٍ يُشْلَعُ

وَلِهٌ أنا، ممّن بنا في أضلعي

شَغَفًا بهِ يأتي وحينًا يَقطَعُ

لملمتُ من ضوءِ النجومِ قصائدي

وحملتُ قلبًا في المحبّةِ يُزْمِعُ

فإذا تذكّرتُ الصِّبا وحلاوتًا

كنّا بها، دمعاتُ عيني تَهْرَعُ

نبكي على زمنٍ تولّى والذي

نحيا، غدًا نبكي عليهِ وندمعُ

ونُحاولُ الأيامَ عكسَ طِباعِها

فإذا وجدناها عَقيمًا نَجْزَعُ

والناسُ أطيافٌ إذا مرّوا بنا

أو خادعونا بالمهيمنِ نُخْدَعُ

لا شيءَ يُغريني لأقصِدَ مورِدًا

كَدِرًا، فلا يُسقي، ولا أتجرّعُ

ولقد قضيتُ من الزمانِ وأهلهِ

قَتَلت هوايَ بهِ الفصولُ الأربعُ

لا شيءَ يبقى بالزمانِ وها أنا

فلتصنعِ الأيامُ بي ما تصنعُ