أيتها السيدة الراقية
بمحبرة الحبّ أكتبُ هذا الحنين
لعل ماس الأحرف يلمع نجمةً
يروق لك ضوءها فتشفعين
أرى المحبة ممحاةً لو تغفرين!
ملائكيةً في صباحات الندى
وأماسي الياسمين
أنت الأجملُ منذ فجر الخليقة
إلى يوم الدين
الأبهى من كلّ نساء العالمين
مهما ذكرت السيرُّ العريقة
وقصصُ الحوريات والسفن الغريقة
وما أنشدتهُ معلقات الشعراء الميتين
ما خلقت بجمالك أنثى،
في بابل أو روما،
أو خلف أسوار الصين
رغم غموض البدايات وسحر التكوين
مهما زيّف الكتب القديمة العتيقة
وألواح السومريين
رواةُ الإنس والجنّ،
من السابقين أو اللاحقين
أنت الأجملُ في مرايا اليقين
ما صدقت زعمهم في أي حين
وكيف تصدقُ أقوامٌ
عاشوا الحياة حاسدين؟!
ما التاريخ إلا أكذوبة المؤرخين
خيطُ قطنٍ واهنٍ ضعيف
مهما فتلتهُ مغازل السنين
ما بين الواقع المرويِّ وأساطير الأولين
التاريخ توأم الخرافة
ولكنّا لم نكن مبصرين
ولا نملُّ من سردنا الحزين
لسانُ الشيطان ببغاواتُ الغافلين!
ولذا مثل الرهبان المعتزلين
أراكِ بذرة الخير الأخيرة
في صحارى المحطمين
آه لو أبحرُ في رملك
لو أحوزُ على كنزكِ
أعودُ لك كما كنت منذ سنين
آخر القراصنة الحالمين
62
قصيدة