الديوان » د. محمد محمود محاسنة » عرار شاعر الملوم وملك الشعراء

عدد الابيات : 24

طباعة

من جذوةِ الرَّوحِ صاغَ الشَّعرِ يصنعُهُ

فأمطرَ الأرضَ أخماسًا يوزعُهُ

كم رَقَّ قلبي ودمع العين منسكبٌ

وحارقُ الشَّوقِ في مَهَلٍ يُلذّعُهُ

كم طوّحَ الشَّعرَ والآهاتُ يرسلها

نغماً يُدِّوخُ، روحُ الكون تسمعُهُ

عذوبةُ الشِّعرِ قد طرّزتَ أسطُرَهَا

فالشِّعرُ كالرَّسمِ بَل كالوشمِ تطبعُهُ

سطّرتَ شعركَ للعُشاقِ أُمنيَةً

فوقَ القلوبِ وفي الأحداقِ تزرعُهُ

عرارُ والشِّعرُ قد بُعثا على قدرٍ

كأنَّما الشَّعرُ في الدُّينا يُضارعُهُ

يا رائدَ الأدب الأنقى ويا فلكا

علا الشموسَ مَنارا  جَلَّ مَطلعُهُ

هذي بحورُك لا تنفكُ من عَبقٍ

تُفيضُ من نورِكَ الرقراقِ أروعُهُ

قفَّيتَ بالقلمِ المَسحورِ شاردةً

فطاعهُ الشِّعرُ في وجدٍ يُصرّعُهُ

في عبقرِ الشِّعرِ قَدْ جادتكَ جؤذرةٌ

مُذْ كُنتَ طفلاً مِدادُ الشِّعرِ ترضعُهُ

حتّى سبتكَ بوادي السَّيرِ جَدّتُها

حوراءُ غَناءُ بالألحاظِ تَصرعُهُ

فكمْ تضلّعَ من لحظِ العيونِ وكم

هاجَ الفؤادَ هُيامٌ ما يشفِّعُهُ

حارَ الزمانُ فما تسقيهِ شاردةً

حتّى يُضيعَ الحِجا فيما يُضيِّعُهُ

في ذمةِ اللهِ يا أردنُ عيشتنا

أمَّا عرارُ ففي الفردوسِ مَطلعُهُ

إيهٍ عرارُ أضاعَ الليلُ زورقَنَا

أشلاءُ حزنٍ وكمْ خوف نُروَّعُهُ

يا صاحبَ الكوخِ صدرُ الكوخِ مُختنقٌ

و"الهبرُ" بعدَكَ كأسُ البينِ تَصدعُهُ

يا من رحلتَ وصدرُ البيتِ تملؤه

من فيضِ شعرِكَ تَحناناً تضوعُهُ

ذي شجرةُ التّوتِ قد شابتْ ذوائِبُها

وغابَ عنها الشذا مُذْ غابَ مَصنعُهُ

فكمْ نقشتَ عَلى الأوراقِ قافيةً

من بلسمِ الشِّعرِ في "سَلمى" تُرصِّعُهُ

فتشت في البيت عن ذكرى أعانقها

فبانَ في الركن المكلوم مركعُهُ

فقبّلَ القلبُ آثاراً وأودعَها

فِي ذمةِ اللهِ والمشهودُ أدمعُهُ

مَعالمُ الدَّارِ يا خلانُ قد شَحُبَتْ

لولا الكرامُ وللتاريخِ أذرعُهُ

لا تعذلوا قلبيَ المقتولَ من وَلَهٍ

لا تعذلوهُ فإنِّ التّلَّ يولعُهُ

25/9/2014

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د. محمد محمود محاسنة

د. محمد محمود محاسنة

6

قصيدة

شاعر أردني، مواليد قرية كفرخل، في محافظة جرش، عام 1981 تلقى تعليمه الابتدائي والأساسي والثانوني في مدارسة قريته، حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في اللغة العربية وآدابها، من جامعة آل ال

المزيد عن د. محمد محمود محاسنة

أضف شرح او معلومة