عدد الابيات : 29

طباعة

من مهدِ بلقيسَ عادَ الطَّيرُ يشتعلُ

من جنّةِ الخُلدِ من تُفاحةٍ خُطفتْ

من بعدِ ما كانَ هذا الكونُ مَملكَتي

كنّا نعيشُ كخلقِ اللهِ في رَغَدٍ

سيلُ الجنونِ أطاحَ اليومَ مَنسأَتَي

يا هدهدُ اليومَ لا ألقاكَ مُصطبِرا

يا أيها الهدهدُ المذبوحُ في دَمنا

لم يبقَ في الأرضِ أوراقٌ لأخصفها

قد حرّفوا الوحي حتى لا خلاقَ له

قدّوا القميصَ وألقوا الجبَّ في جَدثِي

وحرّضوا الحوتَ حتّى صار يلفِظُني

أغروا بيَ الموجَ حتّى تهتُ مُنتظِرا

وكفّلوني كبيرَ القصرِ في أملٍ

وأوصدوا الشَّمسَ عن زرقاءَ سامقةٍ

ماذا ستبصر غير الحلم منكسرا

ماذا سنحملُ من أوجاعِ لحظَتِنا

ما جزتُ من نَفَقٍ إلا تلقّفني

ما كُنتُ أَحسبُ أقزامًا بحاضرتي

يتاجرونُ بروحِ الشَّعبِ في شَبَقٍ

حلّتْ بهم روحُ قابيلٍ مُدمِّرةً

مُستنسخون من الأحقادِ طينتُهم

مُخلَّدونَ كأنَّ الموتَ هادَنَهُم

تسعٌ وتسعونَ نعجاتِي وأعرفُها

وتمسحُ الجوخَ عن أقدامِ ذابحِها

تسعٌ وتسعونَ لا كبشٌ يسامرُها

كأنَّما اللهُ قد ألقى محبّتَهُ

يا أيّها الهدهدُ المذبوحُ خُذْ بيدي

خُذني إليكَ فإنَّ الصبرَ قافلتي

سَنُنْشِزُ الأرضَ والإخدودَ نَدفِنُهُ

من نشوة الماءِ عندَ الله يبتهلُ

قد جاءَ يُنبئ ما ضاقتْ به المُقلُ

ضاقتْ بي الأرضُ لا نورٌ ولا أملُ

حتّى مع الجنِّ نقضي الليلَ نحتفلُ

ودبَّ في الكونِ فوضى ما لها قِبَلُ

ما بالكَ اليومَ ما أجدتْ لك الحيلُ

بعضُ الخطيئةَ أنَّ الكونَ يشتعلُ

حتّى أستّرَ ما بالوحي قَد فعلوا

وحذَّرونا حديثَ الإفكِ وافتعلوا

وشاهدُ الحقِّ مزهوًا بهم ثَمِلُ

كأنني جيفةٌ في الكونُ يُبْتَذَلُ

أمّي وأختي ورؤيايَ التي اعتقلوا

وكمْ عزيزٍ وقد أودى به الأملُ

لما رأتْ غدنا في الأمسِ يَرتَحِلُ

بين الحياة وبين الموت معتقلُ

ماذا من العيشِ بعدَ الموتِ يُحتَمل

ليلٌ من التّيهِ بالصحراءِ مُتَّصلُ

في حَضرةِ النَّخلِ يومًا سوفَ تَنْتَخِلُ

يا خيبةَ الشَّعبِ من هابيلَ يبتهلُ

حتّى استُبيحَ دمي دهرًا وما ثملوا

كأنَّهم مرضٌ في الأرضِ ينتقِلُ

قدْ اعتراهُ لفرطِ الذِّلةِ الشللُ

تُسبِّحُ اللهَ في صمتٍ وتبتهِلُ

وتخلصُ العزفَ والأوداجُ تنسدُلُ

إلا الذبيحُ وما أودتْ به الرسلُ

على نِعاجيَ إذ بالذئبِ تَحتَفلُ

حتّى أرى النورَ من جفنيكَ ينهمل

واضممْ جناحيكَ علَّ البدرَ يكتمل

نحنُ السَّفينةُ والربّانُ والجبلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الدكتور محمد محمود محاسنة

الدكتور محمد محمود محاسنة

14

قصيدة

شاعر أردني، مواليد قرية كفرخل، في محافظة جرش، عام 1981 تلقى تعليمه الابتدائي والأساسي والثانوني في مدارسة قريته، حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في اللغة العربية وآدابها، من جامعة آل ال

المزيد عن الدكتور محمد محمود محاسنة

أضف شرح او معلومة