عدد الابيات : 17
فَتَحْتُ (الفَيْسَ) علِّي قَدْ أَفِيدُ
فَأَخْبَرَنِي بِأَنَّ اليَوْمَ عِيدُ
نَظَرْتُ لِصُورَةِ الشَّخْصِ الـمُرَادِ
سَعِدْتُ لِأَنَّ صُورَتَهُ (سَعِيدُ)
ذَكَرْتُ سِنِينَ عُمْرٍ قَدْ تَوَلَّتْ
وَذَاكِرَتِي تَبُثُّ لَـهَا ، تُعِيدُ
رَأَيْتُ خِلَالَ هَذَا البَثِّ شَـخْصًا
عَظِيمًا فِي تَوَاضُعِهِ فَرِيدُ
عَلِيمًا فِي بُـحُورِ الشِّعْرِ فَذًّ
يَـهِيجُ كَأَنَّهُ بَـحْرٌ مَدِيدُ
يُدَافِعُ عَنْ قَضَايَا العُرْبِ دَوْمًا
يُبَيِّنُ غَوْرَهَا ، وَلَـهَا يُـجِيدُ
وَيَدْعُو لِلعُلَا وَيُفِيضُ شَرْحًا
بِأَنَّ العِزَّ عَنَّا قَدْ يَـحِيدُ
إِذَا كُنَّـا نَعِيشُ بِسَفْحِ وَادٍ
وَضِيعٍ، كُلُّ سَاكِنِهِ بَلِيدُ
فَوَادِي الـمَجْدِ عَنَّا قَدْ تَوَلَّى
وَيَوْمُ وُصُولِهِ صَعْبٌ بَعِيدُ
لَأَنَّا قَدْ تَـخَلَّيْنَا وَبِعْنَا
مَبَادِئَنَا الَّتِي مِنْهَا نَفِيدُ
وَصَارَ عَدُوُّنَا ضِرْغَامَ حَرْبٍ
بِآلَتِهِ، وَنَـحْنُ هُنَا قُعُودُ
إِلَامَ الصَّمْتُ؟ قُلْ لِي يَا صَدِيقِي
وَإِخْوَتُنَا قَتِيلٌ أَوْ فَقِيدُ
فَلْتَقْرَؤُا شِعْرًا مُقَفًّى
كَمِثْلِ الدُّرِّ أَنْـتَجَهُ ( سَعِيدُ)
يُـحَرِّكُ فِي سُكُونِ اللَّيْلِ جَيْشًا
مِنَ الأَنْصَارِ عَزْمُهُمُ حَدِيدُ
يُغَيِّرُ وَجْهَ هَذَا اللَّيْلِ طُرًّا
فَيَأْتَي بَعْدَهُ فَـجْرٌ جَدِيدُ
يَعِيشُ الـمُسْلِمُونَ بِهِ أُسُودًا
وَيَنْهَزِمُ الـخَنَازِرُ وَالقُرُودُ
وَيَبْقَى مَـجْدُنَا فِي الأُفْقِ عَالٍ
يَدُورُ وُحَوْلَهُ مَاضٍ تَلِيدُ
104
قصيدة