الديوان » اليمن » عبدالله البردوني » فكريات رصيف متجول

عدد الابيات : 55

طباعة

من ذا يصوت من هناك ويختفي؟

ماذا هناك؟ دم يشع وينطفي

باب إلى ثان ٍ، يدب وينثني

ركن كدالية ترف ولا تفي

جثث تسير بلا رؤوس، حارة

تقتات سرتها، وفيها تغتفي

دار تهامس: كم ظمئت وعندما

كثرت كؤوسي، ضاع مني مرشفي

حجر بلا فخذين يزحف حاملاً

نهديه في يده: أيا ريح اقطفي

سكران، تعجب نفسه من نفسه

كيف اعتصرت حبيبتي ومعنفي

مشروع فلسفة… يصيح سكوته

إني أنضج في حشاي مفلسفي

إني أفتش في أواخر منكبي

عن نصف جمجمتي، وأول أحرفي

رجع نواسي: أدار (زبيدة)

رحلت… غدت من معتفيها تعتفي؟

كل حكى… أحكي، أتدري يا هنا

إني كتاب جئت قبل مؤلفي؟

أيقول من ألقى رصيف عابر

أم (قرمطي) في قميص (مطرفي)؟

ماذا يصنفني (الملف)؟ بطاقتي

حجر بلا لون، كوجه مصنفي

أيقول ما اسمي شارع؟ أيظنني

باب، حصاناً نار قلبي معلفي؟

أأثير منعطفاً ، خدشت سكونه؟

أأريب زاوية تثير تأسفي؟

لا درب أنكرني، لأني مثل من

يمشون فوقي ، من يحس تصرفي؟

قد يبحثون، ولا يرون تحركي

قد ينظرون، ولا يرون توقفي

من تلك تمشط لحيتي برنوها

ذكرت أباها؟ أم تريد تخطفي؟

يا متجر الأصواف، ماذا أشتري؟

من أحرق (الحلاج) باع تصوفي

جربت يا أسواق كل حديثة

فوجدت أجدى ما أريد، تقشفي

من سوف يقبل ما أريد؟ إرادتي

من ذا يخيف إذا قهرت تخوفي؟

هل تلك مكتبة؟ نعم، لا، إنها

مبغى الرؤوس كما يقول منظفي

أتموت يا زيف اللوافت؟ أرتدي

شكلاً جديداً، بعد موت مزيفي

حسناً أواصل جولتي، هذا الذي

يبدو، يصد عن الخطير المختفي

ماذا جرى؟ حبل الرجال نيابة

عنهن… هيا يا صحافة زخرفي

ولأنهم حبوا سفاحاً أنجبوا

عدماً، فهيا شوربي وتنفي

وهبيه ألقاب البطولة لن تري

إسراف كفيه إذا لم تسرفي

قولي لأرروى والرباب تزوجا

بعضيكما، ذهب الزمان اليوسفي

يستصلح العطار فوراً كل من

فسدت يصبي كل نهد متحفي

أقراص منع الحمل، يمضي عهدها

لا ينثني إلا بأمر مصرفي

إنا بعون الله نرسم ما يلي:

عن ما مضى بعدي، وقبل تشرفي

ألنقطة العشرون تصبح رابعاً

ألخمس بعد العشر أمر موقفي

ويتم من تاريخ هذا نشره

تذييل أوّلِه بحمد مصحفي

من ذا يصدق أو يكذب ما جرى

لم يبقى من ينفي، ولا ما ينتفي

ماذا يفاجئني من الآتي؟ مضى

ما سوف يأتي…. يا غرابة خرفي

من ذلك الفوج المسمت؟ ما اسمه

يا موطني؟ ضيفي وصار مضيفي

يندس بين فمي وبين تنفسي

ويشم نية وجهتي وتحرفي

من أين ذاك الفوج أدري أنه

بعض الذين يعلمنون تخلفي

بعض الذين بقبضة يعطونني

وبألف كف يعصرون تلهفي

بعض الذين يعرسون جنازتي

عن خبرة ويعهرون تعففي

أطمعتهم…؟ مني إلى تسربوا

أضحوا فمي خبزي بناتي معزفي

يخفون في جسدي وتحمي جبهتي

أوساطهم ويحاذرون تعرفي

من كل ثقب يوغلون بداخلي

وبرغم إتلافي أحرق متلفي

لا تكترث… إني على أميتي

أرنو إلى هدفي أرى مستهدفي

كانت قناديل الشوارع لا ترى

كان التحري لا يعي من يقتفي

ورؤوس أطفال تقص رقابها

عنها وتعلو كالطيور وتنكفي

وروى البيوت كوسوسات قيادة

تخشى العدا وتشك في من تصطفي

وهناك مخبرة تفكر: كل ما

في هذه الأرض الوقور تطرفي

حاولت أن أحتل بعض قلوبهم

دخلوا دمي سكن التوجس معطفي

ألغيم أحنى من طلاقة (حدة)

(هربرت) أغبى من (مثنى المهنفي)

أنهت رنين التسع دار إذاعة

ألقتل في (زائير) والقتال في…

وإليكم التفصيل: يسقط عالم

بسقوطه في كل قصر يختفي

وحضارة تعدو ويعثر نعلها

بجبينها وبذا التلهي تشتفي

ماذا أقول لكم؟ خلعت تلطفي

أغرى النعال بحاجبي تلطفي

وإذا عنفت كخطوكم فمبرري

أني رصيف والغبار مثقفي

يوليو1977م

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله البردوني

avatar

عبدالله البردوني حساب موثق

اليمن

poet-abdullah-al-bardouni@

311

قصيدة

2

الاقتباسات

889

متابعين

عبد الله صالح حسن الشحف البردوني (1929 - 30 أغسطس 1999) شاعر وناقد أدبي ومؤرخ ومدرس يمني تناولت مؤلفاته تاريخ الشعر القديم والحديث في اليمن ومواضيع سياسية متعلقة بذلك البلد ...

المزيد عن عبدالله البردوني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة