لا تشتكِ الهمَّ، من للهمِّ يستمعُ

ولا تبوحْ بما يغتالُهُ الوجعُ

ولا تنادِ حبيباً كلُّهم رحلوا

لم يبقَ إلا حنينٌ فيكَ يتّسعُ

ما عاتبوكَ، ولا حنّوا إليكَ، ولا

رعَوا فؤادَك، فيما كنتَ تندفعُ؟

تُعالِجُ الحزنَ، والأحلامُ ناظرةٌ

إليكَ تسخرُ مما كنتَ تصطنعُ

كفاكَ تغرسُ في صدرِ النجومِ رؤىً

تسقي بدمعكَ من ينسى وينتزعُ

تعودُ للوحدةِ السوداءِ ذاكرتي

في كلِّ يومٍ، فلا وصلٌ ولا طمعُ

كأنَّكَ البحرُ إن هاجتْ أعاصرهُ

يخافُكَ الصائدُ العاري ويمتنعُ

أواهِ يا حيرتي العظمى ويا ألماً

في كلِّ يومٍ هنا يطغى ويرتفعُ

لو يعلمُ المرءُ مخبوءَ الزمانِ لما

أصابَ همّاً، فما للغيبِ مُطّلعُ