عدد الابيات : 21
سَـقَــطَ الـقِـنـاعُ، ودارتِ الأيَّــامُ
وَتَـحَـرَّرت مِــن قَيـدِهــا الأقـلامُ
وغدا اندمـالُ الذكريـاتِ محـالـةً
مــا إن تــثــور بـذكـــرهـــا الآلآمُ
وكـأنَّ قَلبي تَــائِـهٌ عَـبَـرَ الـوغىٰ
فــأصَـابَـــهُ مِــمَّــا رَمَـوهُ حُـسَـامُ
سَلِـمَ الردىٰ فتسلَّمته يَـدُ الردىٰ
إذ سـلَّمـتـهُ إلىٰ الــردىٰ الاسـقـامُ
فلقَد جَنَيتُ مِنَ الوفـاءِ خِيانـةً
تأســىٰ بِـهَـا مِن وقعِـهـا الأصنَـامُ
إنِّي وإن هـجـر الزَمَــان زمانـه
وابَـاحَ هَـجر المُغـرَمَـيـنَ، وِسَـامُ
للعاشقيـنَ، ولست أوَّل عـاشقٍ
يُـبـلـىٰ بِــحُـبِّ لئــيـمــةٍ ولـئــآمُ
لولا القرابـةُ ما أنخت رواحلي
وَرَضِيتُ قرباً في الهوىٰ ومُقَـامُ
وَلَمَا رَعَيتُ الوِدَّ خَشيَةَ حاسدٍ
وَلَمَا حَفِظـتُ وصـالـهـا الأرحـامُ
ولقـد رَضِــيْـتَ بِمَـالــهِ ووصالـهِ
وَلِــكُـلِّ بـيــعٍ كُــلــفَـــةٌ ومَـــرامُ
عَجِزَتْ بحوثك عن نوال مثالبي
ووجدتَ نَقـصَـكَ فاعتـراكَ رؤآمُ
فلما التَّعَجُّبُ، ما صَنَعتَ مُغَايِـراً
أزَلاً تـمـــيــلُ لبعـضِـهــا الأقــزامُ
إن انسحابـي ليس ضَـعْـفَـاً إنَّمـا
نفـسي تــفــارق ما تَـراه زحـامُ
وتصبُّـري طَبْـعَ الجُـدودِ فـإن لي
قـــومٌ إذا عُــدَّ الــكِــرامُ كِـــــرامُ
وانا المـروءةُ والسماحــةُ والإبـا
واذا بُـلِـيـتُ فإنَّـنـي الضِـرغَــــامُ
فـدعِ المكــارمَ للــكـرام تـنـالـهـا
وارح خُطاكَ فشـأنـهــنَّ عِظَـــامُ
ما كُـلَّ من طَلَـبَ المعالي نَالـهَـا
وخـــيــارهُ عـنـــد السُـرىٰ ألازلامُ
أو كلَّ من صَحِبَ الوعودَ أتَمَّهَـا
أو كُــلَّ أبيــضَ لامـعٍ صَمـصَــامُ
فالصِـدق نورٌ للقـلـوبِ وأُنـســةٌ
والكِـذبُ دربٌ موحِـشٌ وظــلامُ
والمـالُ أهـوَنُ ما يعـوِّلهُ الفتـىٰ
والوعـدُ في شِـيـمِ الكرامِ ذِمَـامُ
فإذا المُروءَةُ والكرامَـةُ تُشتَرَىٰ
فعلىٰ البسيطـةِ والأنَـــامُ سَـلامُ
2
قصيدة