الديوان » العراق » ليث الصندوق » سعادة الشعراء

بعتُ لأجل الشِعر الدنيا
وتشبّثتُ بأغصان ٍ نخرات ٍ في الطوفان
علّقتُ بمسمار رئتي
في نافذة ٍ لا يدخلها غيرُ دخان
واستمتعتُ بمعزوفات سُعالي
جرحي لا يتوقف عن نزف ٍ
وسحاباتُ همومي تسقي أغراسَ السُعداء
لم أيأسْ ما دامَ فمي قفصاً لبلابلً
وبنظراتي أتنقلُ عبرَ القارات
ألتفاحُ يموعُ كشمعات في أنية الأغصان
وعلى جَفنيّ الشمسُ
التعبى تلقي حِمْلَ الأضواء
* * *
لم اتعبْ بعدُ
العالمُ يلهث خلف قطار ٍ من ذهب
وأنا فوق حبال الأفق
أعلقُ جسميَ كالثوب المبلول
أهربُ ..
لكني أرجع طوعا ً لقيودي
* * *
من أجل الشعر تخليتُ عن الكنز إلى القرصان
غادرتُ سفيني ، ويدي موثقة
وعلى قبّعتي يسلحُ عصفور
إذ يخلد رأسي للنوم
يجمع قتلى الحرب هداياهم فوق وسادي
ثمّ يغيبون بأعماق الأرض
* * *
أحزنُ أني غادرت ُ فقيرا ً جُزرَ المرجان
لكنّي اخترتُ الفردوس
* * *
احزن أني حين تركتُ العرشَ
غدوتُ أميرَ الشحّاذين
لم يُكرهني أحدٌ
أن أتنازلَ عن تيجاني للصعلوك
بيَد ٍواثقة ٍألقيتُ بميراثيَ في محرقة الأموات
وتركت سكارى الحانة يحشون بنادقهم
بذخائر من تفّ وشتائم
* * *
ألافُ الشعراء بقاطرة نشوى
جاءوا من كلّ عصور الشعر
بدون جوازات سفر
مخترقين حدودَ التاريخ ،
وحقلَ اللغة الملغوم
ناياتٌ
و( قياثيرٌ)
وعيون ٌتحجبها من دنيا الأحلام ضبابة
في نافذتي
ألقى ( البيّاتيُّ ) بيانات العشّاق
وصلاح الصبّور على فُرُشي
داسَ فخلّف بصمات طيور
نجماتٍ .. نجماتٍ ..نجمات
والسيّاب بنبلته ثقب الشمسَ
فأمطرت التيزاب
ورياحُ الغربة من سعدي
نفختْ في العود الشرقيِّ مقامَ ( الرست )
يختلفونَ و يتفقونَ على منضدتي
فإذا اتفقوا
تبتلُّ ثيابي برذاذ القبلاتِ
وإذا اختلفوا
يتورّمُ جلدي من ضرب
* * *
الشعر أنيسي
ادخلُ في أكنان الظلمةِ
في قلبي فانوسي
وصدى نبضي
يُسمَعُ من خللِ الجدران

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ليث الصندوق

avatar

ليث الصندوق

العراق

poet-Layth-al-Sondouq@

161

قصيدة

1

متابعين

ليث الصندوق هو شاعر وكاتب وفنان تشكيلي عراقي وُلد في بغداد عام 1952. نشأ في كركوك ثم انتقل إلى بغداد في عام 1970. تخرج من كلية الإدارة والاقتصاد في عام ...

المزيد عن ليث الصندوق

أضف شرح او معلومة