وَتَغَرَّبَتْ كَالْشَّمْسِ فِي الانواءِ
بِضِيَائِهَا المتوهجُ الأوّاءِ
 
لَكِنَّ غروباً مَالَهُ اشراقةٌ
كَالْشَّمْسِ في اشراقةٍ لألاءِ
 
لهفيِ عليها في مُحيِّاها الامل 
لاترعوي بالهوةِ السوداءِ
 
مَاذَا اقولُ اذا اردْتُ رِثَاءَها
اخشى بِأَنِّيٍّ لَا افي بِرِثَاءِ
 
أَأَقُولُ عَنْهَا ؟ جَنَّتَي فِي دُنَيَتِي
امْ كيفَ لي بصِفاتهَاالعصماءِ
 
فَغَدِيرُ كانت اسوةً يَأْسُوبِهَا
كُلُّ الْلَذَيْنِ تَعَرَّضُوا لِبَلَاءِ
 
ارنو الِيَّهَا لَا اراها طِفْلَةً
 بل طائراً يصبو الى العلياءِ 
 
تَعْلُو عَلَى قمم الْجِبَال الشّاهقةْ
وَتَجُوبُ كُلَّ السُّحْبِ في الانواءِ
 
وَاذَا تُطِلُّ عَلَى ظلامٍ حَالِكٍ
بِضِيَائِهَا تَقْضِي عَلَى الظَّلْمَاءِ
 
وإذا أُحِلّت  فِي مَكَانٍ بَائِسٍ
تَتَنَاثَرُ الْآمَالُ فِي الارجاءِ
 
وَبِصَوْتِهَا اعذوبة الْمَاءَالنَّقِيّ
يَجْرِي وَيَنْثُرُ شَدْوُهُ بغناءِ
 
نُورٌ غَزَا الدُّنْيَا بِحُسْنِ شمَائِلٍ
وانا دَفَنْتُ النُّورَ فِي الظّلماءِ 
 
هَبَّتْ عَوَاطِفُ حَالِمٍ فِي خَاطِرِيٍّ
كَهُبُوبِهَا فِي اِنْفَسِ الشُّعرَاءِ
 
وَسَرَحْت فِي عُمْقِ الدُّجَى متسائلاً
هل ياترى سأظلُّ في الضلماءِ
 
غَرُبت غديرُ وراح كلُّ ضيائها 
تركت اخاها  بائساً ببلاءِ
 
فالقلبُ معلولٌ بفعلةِ ظالمٍ
وَالْحَيُّ يَشْهَدُ يَا غَدِيرُعَنَائِي
 
واقولُ قولاً عنْ زَمَانٍ غابرٍ
يتخيرُ الاخيارَ من كُرماءِ
 
أَغَدِيرُ لَا تَجْفِيَنَّ عَنِيَّ انني
لااملكُ صَبْرًا عَلَى الإجفاءِ
 
أَغَدِيرُ لَوْ تَدْرِيَن مُنْذُرَحِيلِكِ
لَا املكُ غَيْرَ الْبُكَاءِ دَوَاءِ
 
غدت الحياةُ مريرةً في ناظري  
وَتَكَاثَرَ الْحُقَّادِ والاعداءِ
 
ام الْعِدَا فَانَا عليّه حُتوفَهُم
لكِنَّ حُقّادي اولي البغضاءِ
 
حُقَّادِيَّ اصحاب الْعُقُول الْقَاصِرَةَ
يَتَبَجَّحُونَ بِذَمِّهِمِ انْصاءِ
 
خسىئوا بِذُكْرِيٍّ تَسْتَطِيبُ مَجَالِسًا
غَرَّدَاً انا فِي الْسِنَ الجلساءِ 
 
وصدحتُ في الحيِّ غديرُ مخاطباً 
متسيداً والقومُ في اصغاءِ
 
ياقومُ انّي قد علمتُ بجهلِكُم 
وعذرتكم يا اجْهَلَ الْجُهلاءِ
 
لكنْ لديَّ نصيحةً فلعلها 
ترَقى بكم ياميتةَ الاحياءِ
 
الْمَجْدُ يزهرُ في القلوبِ الصّافيةْ
الْمَجْدُ لايهوى اولي الْبَغْضَاءِ
 
وَوَقَفَتْ فِي وَادِّي السّلَّامِ وَقَبْرِكِ
فِيهِ اُبْثُ مَصَائِبِيَّ وَعَنَائِيَّ
 
وَعَنَائِيٌّ لَيْسَ تَضَرُّرَا قَدْصَابَنِي
بَلِ انّ بُعْدَكِ ياغديرُعَنَاءِ
 
واعودُ ابحثُ فِي خَيَالِيُّ اذكرُ
وابُثُّ ذكرانا الى الاحياءِ
 
اتذكرُ الزَّهْرَ الْبَدَِيعَ بِدَارِنَا
اتذكر الْمَمْشَى كَمَا الْخُيَلَاَءِ
 
اتذكرُ الظّبِّيُ الَّذِي نَفَحَاتُهُ
مِنْهَا تَطَايَرَ مَسْكُهُ بِبَهَاءِ
 
اتذكرُ الصَّوْتَ الَّذِي يَتَرَنَّمُ
كَهَدِيرِ طَيْرٍ رنَّ في الارجاءِ
 
وَسَنَابِلَ اللَّوْحِ  التي اغدقتِها
بنسَائِمٍ وَمَحَبَّةٍ وَضِيَاءِ
 
وَمَا ٓثِرَا فِيهَا تُخَلّدَ ذِكْرُكِ
وتبسماً بنواظرٍ  كَحْلَاَءِ
 
اتذكر الْعَهْدَ الَّذِي عَاهَدْتُكِ
فِي الْغَابِ فَوْقَ القمَّةِ الشّمّاءِ
 
ذكرى تدلُّ على عظيمِ اخوّتي 
ذكرى تدلُّ على عظيمِ وفائي
 
سَأُكَوِّنُ يَوْمًا حَالِمًا يَغْزُواُلْدُنَا
سَأُكَوِّنُ يَوْمًا مُلْهِمَ الشُّعرَاءِ
 
لَا اُرْتُجِي لُطْفَ الزَّمَانِ وَعَطْفهُ
طمحاً انا اصبو الى العلياءِ
 
بل ارتجي كرَمَ الاله ولطفهِ
في انْ يَزيدَ تقدّمي بمَضاءِ
 
ساعيشُ عَنْ قَوْمِي غَدِيرُ بِمَعْزِلٍ
حَتَّى يَشَاءُ اللهُ فِيكِ لِقَائي
 
سَيدومُ بعْدَكِ  ياغديرُ تأسُفي 
ستطولُ بعدكِ حرقتي وبُكائي
 
ساظلُّ انعاكِ بِكُلِ صَبِيحِةٍ
سَأَظلُّ انعاكِ بكُلِ مَسَاءِ
 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن منتظر حسين العيفاري

منتظر حسين العيفاري

6

قصيدة

انا لم تشبنِ صغار المشوبة انا من بشعري خصال العروبة قلمي ✍️منتظر حسين

المزيد عن منتظر حسين العيفاري

أضف شرح او معلومة