بعد الظهيرة في بغداد كان اللقاء
إذ هدأ الهجير في قيض بغداد
عيناها زرقاوان في حجريهما
تبنى القصور بزهوها وتشاد
عينان تهنأ بالكرى كأنها قد
صحت من بعد طول رقاد
وجهها القمحي شهادة حمصته شموس الأصيل في بغداد
هل عربية أنتي؟ سألتها أجابت نعم
وبغداد من دون البلاد بلادي
تميم إخوتي وفتيانهم أجنادي
وعمومتي أبناء خزرج مشفوعة بأياد
أنا العربية السمراء وفي
من بغداد ميلادي
قمحية اللون في وجهها أكاد أرى
سالف الأيام أو جيد سعاد
أهاجت بخاطري مجد الغابرين على ضفاف دجلة في أرض السواد
أقبلت وخصلات شعرها السوداء جوار يرقصن في شغف على إنشاد
وجهها! بغدادي أزهر أكاد أرى فيه أحداق نسرين أو جيد وداد
تعاليي عسى أن تبدل الدنيا بثغرك البسام أوجاعي بأعياد
ثم استدارت وأبعدت عني لتتركني نادما وخلفي الأحلام كوم رماد
قلت ابعدي والشوق في كبدي
نار الهوى تذكى بطول البعاد